سياسة وعلاقات دولية
النواب يُكْثرون استفسار وزارة “الداخلية”.. و”الصحة” تجيب بوفرة
كشفت دراسة أعدها مركز “طفرة” أن حزب العدالة والتنمية هو أكثر الأحزاب الذي يطرح نوابه أسئلة برلمانية، وأن قطاع الداخلية هو أكثر القطاعات التي تتلقى الأسئلة، رغم أن الوزارة الوصية عليه لا تجيب على معظم الأسئلة الموجهة إليها.
الدراسة التي تحمل عنوان “الأسئلة البرلمانية: من يطرحها ومن يجيب عليها؟”، كشفت أن أعضاء مجلس النواب طرحوا أسئلة على كافة الوزارات، لكن وزارة الداخلية كانت أكثرها تلقيا للأسئلة بـ 8265 سؤالاً، وهو ما يمثل 17.5 بالمائة من الأسئلة الواردة، تليها وزارة التربية الوطنية بـ 4176 سؤالاً، أي بنسبة 9 بالمائة من الأسئلة، ثم وزارة التجهيز بـ 4079 سؤالاً (8.6 بالمائة).
وأكدت الوثيقة ذاتها أن جميع الوزارات لا تجيب عن الأسئلة بالوتيرة نفسها؛ فمن بين الوزارات العشر التي وُجِّه إليها أكبر عدد من الأسئلة (حوالي 70 بالمائة)، بلغت نسبة الإجابة بالنسبة لوزارة الداخلية 29.6 بالمائة، وهي النسبة الأدنى. في المقابل، أجابت وزارة الصحة على حوالي 80 بالمائة من الأسئلة الموجهة إليها البالغة نسبتها 7.3 بالمائة فقط.
وأبرز المركز أن حزب العدالة والتنمية هو الحزب الذي طرح أكبر عدد من الأسئلة، بحوالي 25 ألف سؤال، أي ما يزيد عن نصف عدد الأسئلة التي طُرحت خلال هذه الولاية التشريعية. ويأتي خلفه حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي طرح نوابه حوالي 12 ألف سؤال، أي 25 بالمائة من مجموع الأسئلة الموجهة إلى الحكومة. أما باقي الأحزاب الحاضرة في مجلس النواب، فقد طرح كل واحد منها ما يقل عن 5000 سؤال.
وألقت الدراسة الضوء على تباينات مهمة في عدد الأسئلة التي يطرحها كل نائب على حدة، موردة أنه “على الرغم من حصول الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية على 44 مقعداً فقط خلال الولاية التشريعية 2011-2016، فإنه ما يزال الحزب الأكثر نشاطاً في مجلس النواب، حيث طرح ممثلوه 257 سؤالاً لكل واحد منهم. يليه حزب العدالة والتنمية الذي بلغ متوسط الأسئلة التي طرحها نوابه 208 أسئلة، ثم حزب التقدم والاشتراكية بنسبة تناهز 115 سؤالاً لكل نائب. فيما لم يطرح النواب المنتخبون من التجمع الوطني للأحرار في المعدل سوى 18.3 سؤالاً، ما يجعل هذا الأخير الحزب الأقل نشاطاً في مجلس النواب. وبالكاد تجاوزهم نواب حزب الأصالة والمعاصرة والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري معدل 30 سؤالاً لكل نائب.
وقالت الدراسة إن “النواب لا يمارسون جميعاً وظيفتهم الرقابية بالشكل ذاته. ففي الوقت الذي طرح فيه نائب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عن دائرة جرادة، المختار راشدي، أزيد من 2100 سؤال في 5 سنوات، لم تطرح ياسمينة بادو، وزيرة الصحة السابقة نائبة حزب الاستقلال عن دائرة أنفا بالدار البيضاء، إلا سؤالا واحداً!”.
يذكر أن مركز “طفرة” قام بجمع كافة الأسئلة الكتابية والشفهية الموجهة من طرف أعضاء مجلس النواب للحكومة خلال الولاية التشريعية 2011-2016، أي حوالي 40 ألف سؤال.