التكنولوجياسلايد 1
المغرب يطلق قمراً اصطناعياً لأهداف تنموية وبيئية وحماية الحدود
يعتزم المغرب إطلاق قمر اصطناعي «موروكو ايكو سات» (MN35-13) في 8 الجاري من قاعدة «كورو» في جزيرة غويانا في المحيط الهادئ، يحمله صاروخ إيطالي من نوع «فيغا»، لمناسبة الاحتفال بذكرى «المسيرة الخضراء» لاستعادة الصحراء التي انطلقت عام 1975.
وأشارت مصادر إلى أن «الرباط جاهزة لإطلاق قمر اصطناعي ثان العام المقبل، لتغطية حاجات المغرب في المجالات الأمنية والبيئية والاقتصادية والتجارية والاستكشافية، ومن مهامه مراقبة الحدود والتغيرات المناخية وحالات الطقس، إضافة إلى تعقب تهريب السلع والمخدرات والهجرة السرية والشبكات الإرهابية والإجرامية العابرة للحدود، وفق تقارير إعلامية إسبانية.
وكشفت مصادر مطلعة أن «القمرين الاصطناعيين هما ثمرة تعاون فرنسي – مغربي، تم تصنيعهما من جانب شركة آرباص ديفانس أند سبايس، جهزا بمعدات تقنية عالية الجودة من شركة تاليس إلينيا، وهي شركة متخصصة في صناعة معدات إلكترونية وبطاقات مغناطيسية».
وأضافت المصادر أن «كلفة القمر الاصطناعي قدرت بنحو 500 مليون يورو، وتم التعاقد عليه منذ العام 2013، ويبلغ وزن القمر الواحد نحو 970 كيلوغراماً ويمكنه إرسال 500 صورة عالية الدقة إلى محطة التجميع والتتبع والمراقبة في الرباط، كما سيحلق في مدار حول الأرض على ارتفاع نحو 700 كيلومتر».
ومن مهام الأقمار الاصطناعية مراقبة الحدود، خصوصاً تلك المتاخمة لجنوب الصحراء، وأخرى في البحر الأبيض المتوسط، وعلى المحيط الأطلسي على مساحة تشمل كامل المملكة وهي 710 آلاف كيلومتر مربع، جزء كبير منها يقع في الشرق على الحدود الجزائرية وأقمار أخرى جنوباً على الحدود الموريتانية، وأخرى على البحر الأبيض المتوسط على الحدود البرية والبحرية مع إسبانيا، ومضيق جبل طارق التابع للمملكة المتحدة، فضلاً عن جزر الكناري الإسبانية في المحيط الأطلسي والمطلة على السواحل الجنوبية المغربية».
وأكدت المصادر لـ «الحياة» أن «دخول المغرب نادي الدول المالكة للأقمار الاصطناعية ليس موجهاً ضد أي طرف خارجي، بل هو سعي إلى مواكبة التطورات الاقتصادية والمبادلات التجارية والتغيرات التكنولوجية والمناخية، وتحصين البلد ضد أي أخطار خارجية، والاستعانة بالمعطيات الطبيعية لأغراض تنموية وفك العزلة عن المناطق النائية، ومراقبة النشاطات غير القانونية، بما فيها اقتلاع أشجار الغابات أو تدمير المنشآت أو تلويث مصادر المياه العذبة، أو إنشاء عشوائيات، وغيرها من السلوكيات المناهضة للتنمية المستدامة.
واعتبرت أن «المشروع مطروح منذ مدة طويلة لتحصين الحدود البرية والبحرية والجوية، وتطوير المعطيات المتعقلة بالبيئة والتصحر ومصادر المياه والنشاطات الزراعية ودرجات الحرارة ومساحات الغابات، فضلاً عن مجالات أخرى لها علاقة بالمصالح الاقتصادية والتجارية والأمنية والمعلوماتية، ومحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وتطوير التعاون الأمني والاستخبار الدولي في هذه المجالات. وسيصبح المغرب ثالث دولة أفريقية تمتلك أقماراً اصطناعية بعد مصر وجنوب أفريقيا.
وسبق للمغرب أن أطلق قمراً اصطناعياً عام 2001 تحت اسم «زرقاء اليمامة» من قاعدة «بايكونور» في كازاخستان بمساعدة صاروخ روسي من نوع «زينيت 2»، وتم وضعه في مدار جوي على بعد ألف كيلومتر من سطح الأرض لتجميع معطيات تتعلق بالطقس والمناخ والبيئة.