هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس، وزير المال السابق نزار بركة، على إثر انتخابه أمينا عاما لحزب الاستقلال. وعبر العاهل المغربي في برقية بعثها للقائد الجديد لحزب”الميزان”، عن تهانيه للسيد نزار بركة على الثقة التي حظى بها من قبل أعضاء المجلس الوطني للحزب، تقديرا منهم لالتزامك بالدفاع عن مبادئ الحزب وقيمه، ولما أبنت عنه من كفاءة في مختلف المسؤوليات الحكومية والوطنية التي تقلدتها فضلا على ما تتحلى به ، إلى جانب تجربتك الحزبية، من خصال إنسانية”.
وأعرب الملك محمد السادس، عن متمنياته الصادقة للسيد نزار بركة بكامل التوفيق في تفعيل ما ينوي القيام به للرفع من نجاعة أداء الحزب، تعزيزا لمكانته التاريخية في إطار مشهد سياسي تعددي، ليواصل إسهامه البناء، إلى جانب الهيئات السياسية الجادة، في النهوض بمهامه الدستورية في التأطير الفعلي للمواطنين، وتوطيد مصداقية الممارسة السياسية، باعتباره السبيل الأمثل لتعبئة الطاقات من أجل خدمة الصالح العام”.
وحسب برقية التهنئة، ولا شك أنك لن تذخر جهدا لبلوغ تلك الغايات، لما هو مشهود لك به من غيرة وطنية صادقة، ومن روح المسؤولية العالية، وما هو معهود فيك من تشبث مكين بمقدسات الأمة وثوابتها”. وأعلن، مساء السبت، عن اسم الأمين العام الجديد للحزب الاستقلال، حيث فاز رسميا نزار بركة على منافسه حميد شباط بـ 924 صوتا، مقابل 234 صوتا لحميد شباط، وحسب نتائج التصويت على الأمين العام لحزب الاستقلال، فإن 1238 صوتًا من أعضاء المجلس الوطني من أصل 1284، شاركوا في عملية انتخاب الأمين العام الجديد لحزب “الميزان”، بنسبة مشاركة 96.24في المائة.
وكان مؤتمر حزب الاستقلال تأجل إلى السبت، على خلفية الصراعات والخلافات التي اندلعت بسبب توزيع بطائق التصويت على المشاركين في المؤتمر، إلى جانب فشل مفاوضات قيادات الحزب في التوصل إلى توافقات مع الأمين العام الجاري حميد شباط، الذي تشبث بشروط لانتخاب الأمين العام من جديد وأعضاء اللجنة التنفيذية.
وسبق للمُرشح القوي لقيادة حزب الاستقلال المغربي، نزار بركة، أن كشف لـ”المغرب اليوم” في حوار خاص، أن لديه طموح لتجاوز الضبابية التي يشهدها حزبه بعيدًا عن الصراعات الشخصية، معلنا عن مباشرة تحدي مصالحة شاملة مع جميع هياكل الحزب عبر المكاشفة والنقد الذاتي من لإعطاء قوة جديدة للخطاب السياسي في البلاد، وإعادة الدور التاريخي داخل المشهد السياسي المغربي عبر “وصفة” إعلان مشروع برنامج للترشح للأمانة العامة للحزب.
وأوضح نزار بركة في حديثه إلى “المغرب اليوم”، أن برنامج مشروعه الحزبي، الذي يعتبر تغيير أساليب وحكامة العمل ضروريا لتقديم عرض سياسي قوي وتنافسي، يرتكز على الفكر والعمل وتطوير أداء الحزب وتقوية مكانته في المشهد السياسي، وإعادة الثقة في القدرات الداخلية للحزب على تدبير الخلاف بين الأجهزة التقريرية والتنفيذية مركزيا وترابيا، من خلال إحداث آليات للوساطة والطعن وفض النزاعات على المستوى الوطني والمحلي، بموازاة مع آليات التحكيم والتأديب، حسب تعبيره.
وفي ردّه عن سؤال يخص أنباء عن مفاوضته للأمين العام الحالي حميد شباط بدفعه للابتعاد عن منافسه في الترشح للأمانة العامة لحزب “الميزان” وتصعيد ضده بمساندة أطراف قوية في الدولة، نفى نزار بركة الكواليس المتداولة بوصفه بمرشح “الدولة”، وتلقيه املاءات من أطراف قوية، مؤكدا أنه لم يطلب يوما من حميد شباط أن يتخلى عن الترشيح ومن حق أي شخص يترشح وذلك لتطوير الأداء الحزبي، مضيفا “و لم أتدخل في أسماء المرشحين المنافسين له لتولي مهمة القيادة لحزب الميزان”، قبل أن يقر بعدم اقتناعه بمرحلة تدبير الأمين العام الحالية للحزب في الفترة السابقة، قائلا”سأعمل على إعادة الحزب إلى أمجاده ودوره التاريخي في خدمة قضايا الوطن والنهوض بالشأن الداخلي للحزب، بعيدا عن الصراعات وفي استقلالية تامة لقراراتنا الداخلية، واﻟﺮﻓﻊ ﻣﻦ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺔ وﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺔ اﻟﻌﺮض اﻟﺴﻴﺎسي اﻻﺳﺘﻘﻼلي بما ﻳﺠﻌﻠﻪ مؤثرا في اﻟﺤﻴﺎة اﻟﻌﺎمة”، على حد قوله.
وبخصوص الانتقادات الشديدة التي وجهها العاهل المغربي الملك محمد السادس بمناسبة عيد العرش للمسؤولين السياسيين المغاربة ومطالبتهم بالارتقاء بالخطاب السياسي، اعترف وزير المال السابق بركة، بوجود أزمة خطاب في الحياة السياسية المغربية، من خلال تنامي الأفكار تدغدغ عواطف المواطن والمتطرفة، وغياب الثقة والتأطير والوساطة”.
وتابع رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي توضيحه بتوجيه رسائل سياسية لزعيم حزب العدالة والتنمية بن كيران ومنافسه حميد شباط، في إشارة لخطاباتهم السياسية، قائلا” لنبتعد عن سياسة “الفُرجة” باستعمال أساليب سياسوية للتَملُّق للفئات هشة من المواطنين واستغلال مشاعرهم عبر خرجات وخطابات”غوغائية” لكسب ودِّها وإثارتها”، داعيا إلى اعتماد حكامة ترتكز على الشفافية والعمل الفعال لخدمة المواطنين والوطن، وتعزيز الدور الأساسي للحزب في المشهد السياسي، وفق تعبيره.
حول تحالفات حزبه المستقبلية مع باقي الأحزاب في حال انتخابه أمينا عاما، شدد بركة على أن حزب “الميزان”، لن تكون تحالفاته المستقلبية شبيهة بالماضي ومتناقضة، مستدلا بالتحالف مع حزب “المصباح” وفك ارتباط به في النسخة الأولى لحكومة السابقة والانضمام للمعارضة، قبل أن يقدم حزبنا من جديد المساندة النقدية للحكومة الحالية على خلفية تعبير عن موقفه بالتحالف مع العدالة والتنمية وهو يعبر عن تناقض يضرب عمق إديولوجية حزب الاستقلال ومرجعيته الفكرية”، على حد قوله، مجددا تأكيده بأن التحالف مع المكونات السياسية الأخرى سيكون انطلاقا من البرامج والمشاريع المجتمعية والأهداف المسطرة والقناعات لتقديم بدائل وحلول للنهوض بأوضاع البلاد”.