منوعات
كاغامي يضع النجاح الروانديّ والتمكين النسائي تحت المجهر في مراكش
قال بول كاغامي، رئيس رواندا، إن على القادة الأفارقة تولي مسؤولية مصالح بلدانهم وتطوير القارة بأقصى إمكانياتها للانتقال من وضع التبعية إلى الاكتفاء ثم الرخاء.
وأضاف كاغامي، الذي حل ضيفاً خاصاً على الدورة 12 من المؤتمر الدولي للسياسات في مراكش، أن إفريقيا تتمتع اليوم بعلاقات تجارية قوية مع جميع أنحاء العالم، سواء أوروبا أو الهند أو أمريكا الشمالية أو الصين؛ لكنه أشار إلى “أهمية تحقيق المزيد من الاستثمار والتجارة مع الجميع، لأن ذلك يجعلنا جميعاً في وضع أفضل”.
وذكر الرئيس الرواندي أن اتفاقية منطقة التجارة الحرة الإفريقية المقرر أن تطبق منتصف السنة المقبلة ستحدث تغييراً جذرياً في طريقة ممارسة الاقتصاد في القارة ومع العالم، وستجعل إفريقيا أكبر منطقة حرة للتجارة في العالم.
وعن بلاده التي حققت تقدماً لافتاً على المستوى القاري، قال كاغامي إنه “استثمر في صحة وتعليم المرأة، إذ بدأت النساء المتعلمات في المشاركة في الاقتصاد، وكان لذلك أثر”.
وأشار كاغامي إلى أن 52 في المائة من سكان بلاده من النساء، وأضاف: “إذا قمنا بتهميش 52 في المائة من سكاننا فلن تكون هذه الخطوة ذكية ولن تقودنا إلى الأمام”.
كاغامي أكد أن وقت مغادرته قيادة البلاد سيأتي، وآنذاك سيكون على الشباب تقرير ما يجب فعله، وسيختارون في ما بينهم من يحمل المشعل.
وأورد المسؤول الرواندي أن بلاده أرسلت عدداً من الشباب للدراسة في الخارج، عاد منهم 70 في المائة، وهم الذين يديرون أمور الوطن، موضحاً أنه بفضل هذا الوضع تمكن من المجيء إلى مراكش للمشاركة في هذا المؤتمر.
وخصص كاغامي حيزاً هاماً من الكلمة للحديث عن بلاده، إذ قال إن الأشخاص الذين وُلدوا بعد الإبادة الجماعية التي حدثت في البلاد يشكلون حوالي 42 في المائة، أما الذين تقل أعمارهم عن 35 سنة فيقدرون بحوالي 70 في المائة، مشيراً إلى أن هذه الفئة تقوم بكل شي اليوم.
وأوضح كاغامي: “بعد الإبادة الجماعية كنا نبحث كيفية تجاوز الوضع، وكانت سنغافورة مثالاً جذاباً لنا من نواحي كثيرة، مثل الاستثمارات والعلوم وكيفية الاستثمار في مواطنيها وتجارتها”.
واعتبر كاغامي أن الفلسفة وراء النموذج الرواندي يمكن تطبيقها في كل مكان في إفريقيا وخارجها.
وحول تغيير العقليات، أشار كاغامي إلى أن “بلاده اعتمدت على فتح نقاشات في جميع أنحاء الوطن مع الشعب وإخباره بالمشاكل وما يمكن عمله لمعالجتها”.
وذكر المتحدث أن “المحن التي واجهتها رواندا كانت صعبة، وهو ما يجعل النموذج الرواندي قابلاً للعمل في العديد من الظروف”، وشدد على أنه “سينجح لأنه يعتمد على جعل الأشخاص في قلب كل شيء والعمل على إشراكهم”.
وأكد كاغامي على أهمية استعادة الشعور بالأمل والتفاؤل كلما ضاع، مشيراً إلى أن هذا الأمر بالغ الأهمية لنجاح أي بلد.
ويرى كاغامي أنه لا يمكن للدول الإفريقية الركض دائما نحو بلدان أخرى لطلب المساعدة، وقال إن ذلك ممكن قارياً مادام الأفارقة ساهموا اليوم بحوالي 125 مليون دولار في صندوق السلام التابع للاتحاد الإفريقي.
وكان كاغامي حل أمس السبت بمراكش، وكان في استقباله سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، وسفير جمهورية رواندا في المغرب ماتياس هاريبامنغو.
وعقد كاغامي جلسة مغلقة مع عدد من ضيوف المؤتمر الدولي الذي يستمر إلى يوم غد الإثنين، ويعرف مشاركة خبراء ومسؤولين من جميع أنحاء العالم.