سياسة وعلاقات دولية
نقاش يقارب تطوير منتخبات كرة القدم في المغرب
أكّدت منظمة الشبيبة التجمعية بجهة بني ملال خنيفرة أنه “تقديرا منها لأهمية الحوار في كل القضايا الوطنية، وإيمانا منهما بقيمة التداول في قضايا الشأن العام السياسي والرياضي، واعتبارا لما تلعبه الرياضة عموما وكرة القدم بشكل خاص في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، نظمت ندوة رياضية بعنوان “أية إستراتيجية رياضية لتطوير المنتخبات الوطنية لكرة القدم”، وذلك مساء أمس الأحد بقاعة الندوات بغرفة التجارة والصناعة والخدمات في خريبكة.
وأشارت المنظمون، في بلاغ توصلت به هسبريس، إلى أن الندوة تناولت عدة محاور منها “إعادة هيكلة منظومة التكوين.. تحديات المستقبل وتنويع وتقوية مصادر التمويل”، و”أي نموذج اقتصادي لتطوير الرياضة”، و”دور الإعلام في الرقي بمنظومة الاحتراف”، و”تطوير العمل القاعدي للفئات الصغرى داخل الأندية كدعامة أساسية لبناء المنتخبات الوطنية”، و”طرح التساؤل عن أي نموذج للحكامة في التسيير الرياضي”.
وأضاف البلاغ أن أشغال الندوة أطرها منصف اليازغي، دكتور باحث في السياسات الرياضية، وحسن الفيلالي، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار وعضو المكتب المديري للجامعة الملكية لكرة القدم، وعبد القادر يومير، مدرب وإطار وطني، وعادل التويجر، عضو لجنة البنيات التحية بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم”.
وتأتي هذه الندوة، يوضح البلاغ، “تفاعلا مع مستجدات الساحة الرياضية، واعتبارا لأهمية الرياضة في مشروع التجمع الوطني للأحرار، وفي سياق فتح نقاش عمومي حول تدبير ميدان كرة القدم بالمغرب، مع تحديد سبل الارتقاء بالمنتخبات الوطنية بمقاربة موضوعية ونقاش هادئ تنتفي معه المعالجة الإنفعالية من أجل مستقبل أفضل للرياضة المغربية”.
وتطرقت الندوة إلى “مضامين قانون التربية البدنية رقم 09-30 الذي اعتبر تنمية الرياضة اللبنة الجوهرية في مسلسل بناء مجتمع ديمقراطي وحداثي، وأهميتها في إشاعة قيم الوطنية والمواطنة والتضامن والتسامح، وعنصرا مهما في التربية والثقافة وعاملا أساسيا في الصحة العمومية، ومدى مساهمة الدولة في تكوين النخب الرياضية وإعداد المنتخبات الرياضية الوطنية، وضمان الدولة للرياضيين من المستوى العالي الاندماج في المجتمع والتدريب على ممارسة مهنة من المهن”.
وتناول المشاركون في اللقاء، بحسب البلاغ، “ما جاء في القانون بشأن الجمعيات والشركات الرياضية والاحتراف، وصعوبة تنزيل بعض بنوده خاصة في مجال تأسيس الشركات ودخول الأندية الوطنية لكرة القدم عالم الاحتراف”، كما اعتبرت الندوة أن “الإشكال الحقيقي هو سيطرة المنتخب الأول لكرة القدم على النقاش العمومي، الشيء الذي غيب باقي الرياضات من دائرة الاهتمام”.
ورأت الندوة أن “الفاعل السياسي لم يكن يهتم بتطوير الرياضة عموما وكرة القدم خصوصا، لكن بعد الرسالة الملكية المؤرخة في 24 أكتوبر 2008 والموجهة للمشاركين في أشغال المناظرة الوطنية للرياضة التي أقيمت بقصر المؤتمرات بالصخيرات والتي أكدت على أن الرياضة رافعة قوية للتنمية البشرية وللاندماج والتلاحم الاجتماعي ومحاربة الإقصاء والحرمان والتهميش، ورسمت كذلك خارطة طريق الرياضة الوطنية في اتجاه الرفع من قيمتها وتفعيل دورها في خضم مسلسل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مما دفع الفاعل السياسي إلى التحرك والمساهمة في تطوير الرياضة ببلادنا”.
وفي ما يتعلق بكرة القدم وسبل النهوض بها، ركزت الندوة على “المجهودات المبذولة من طرف وزارة الشباب والرياضة في خلق بنيات تحتية وملاعب القرب وأخرى بمواصفات عالمية في الأقاليم والجهات، بالإضافة إلى السهر على تطبيق القانون رقم 09-30، لتطوير كرة القدم المغربية، ودور الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم في تنزيل الاستراتيجيات الحكومية”، كما أكّدت الندوة على “أهمية الحكامة الجيدة في التسيير، والتكوين اللازم، والتمويل، وسن سياسة حكومية مبنية على إستراتيجية للرفع من أداء الأندية الرياضية لكرة القدم”.
وتناولت الندوة الجانب التقني في كرة القدم المغربية، واعتبرت أنه “رغم توفر الإمكانيات، فإن مستوى اللاعب المغربي انخفض، بحيث في السابق كان المنتوج المحلي في المنتخبات الوطنية يشكل 78 % ، لكن بعد كاأس العالم أصبح اللاعب القادم من أوربا يشكل النسبة الأكبر في المنظومة الكروية، وهذا يعد مشرفا أن يشكل المنتخب من لاعبين كبار قادمين من أندية كبيرة”.
وأكدت الندوة على أن “بناء فريق كبير يلزمه وقت كبير حتى يتسنى للاعبين الانسجام مع بعضهم البعض، وورش التكوين يحتاج إلى توجيهات جديدة، لأنه يواجه بمشاكل قلة المكونين، بحيث أن عددا منهم لا يتوفر على رخص التكوين، لأن المغرب يتوفر على أكثر من 90 ألف ممارس رغم أن هذا العدد يعد ضعيفا جدا مقارنة مع دول أخرى، مما يتطلب توسيع قاعدة الممارسة إلى أضعاف،”
وأشار المشاركون في الندوة إلى أن “التكوين يجب أن يصير كالدورة الدموية، أي أن فرق الهواة تعمل على تزويد أندية القسم الثاني ثم الأول باللاعبين صغار السن لتعميم الاستفادة وإعداد لاعبين جيدين”، كما دعوا “ضرورة خلق مدرسة مغربية في كرة القدم تنهل من مدارس مختلفة، مع سهر كل المكونات على تتبعها والعمل على إنجاحها”.
ومن جانب آخر، أشارت الندوة إلى أهمية الإعلام الرياضي، ودعته إلى “التفاعل بشكل ايجابي وجاد مع كل المبادرات الرامية إلى تحقيق مزيد من المكاسب للكرة الوطنية من خلال التتبع والمواكبة والتوعية والنقد البناء”.