جغرافيا
خبراء يعلنون من الرباط: المنقطعون عن الدراسة يقودون التحول الرقمي بافريقيا
يعتقد عدد من الباحثين، ورجال الاقتصاد أن التحول الرقمي للشركات، والمؤسسات في دول إفريقيا بإمكانه تقليص الفجوة بينها والعالم الغربي، وذلك نظرا إلى ما تطرحه من فرص هائلة للنمو.
وتشير الإحصائيات إلى أن الشركات الجديدة في قطاع التقنيات الحديثة تمكنت من تصدر الاقتصاد العالمي، بمراكمتها ثروة تقدر بأزيد من 2800 مليار دولار في 24 سنة فقط، متغلبة بذلك على أعتى الإمبراطوريات الاقتصادية العاملة في القطاعات التقليدية.
ويرتقب أن يصل عدد الأجهزة المرتبطة فيما بينها عن طريق “أنترنيت الأشياء” إلى أزيد من 100 مليار جهاز تحيط بكافة تفاصيل حياة الناس، وذلك خلال 7 سنوات مقبلة فقط، ما يؤكد أن التحول الرقمي صار ضرورة حتمية لمختلف الفاعلين الاقتصاديين.
التحول الرقمي فرصة للعالم الثالث
في هذا الإطار، يرى “جيل بابيني”، الخبير في الانتقال الرقمي، والممثل الرقمي لفرنسا في المفوضية الأوربية، أن هذه الثورة التكنولوجية فتحت الباب أمام كسر احتكار الغرب، ومركزيته في الإبداع، والابتكار، والريادة، لتفتح أمام بلدان العالم الثالث فرصة تطوير أدائها، وأحيانا لتصدر المشهد في بعض القطاعات.
ونبه بابيني إلى أن تغيرات كثيرة يشهدها قطاع الأعمال عبر العالم مع إسقاط مسلمات كثيرة، مشيرا مثلا إلى أن أهم الشركات المعنية بمجال الانتقال الرقمي يقودها أشخاص لم يكملو دراستهم عبر المنظومة التقليدية، مثل مسييري “فايسبوك”، و”جوجل”، كما أشار إلى أننا لم نعد نتحدث عن المقر الرئيسي للعمل، بل أصبحنا نتكلم عن الفضاء المفتوح للمقاولة campus.
وسجل “بابيني”، خلال ندوة نظمت، صباح اليوم الثلاثاء، في الرباط في إطار فعاليات “سمارت دايز” لاتصالات المغرب، أن إفريقيا تقع في صلب هذه الدينمامية، حيث إن الثورة التكنولوجية، وثورة الاتصالات كان لها دور إيجابي ملحوظ على الدخل الفردي في عدد من بلدان القارة.
وأكد المتحدث نفسه أن مستوى الدخل في بلدان القارة، التي تعتمد أغلب اقتصاداتها على الموارد الطبيعية قد عانت، خلال ثلاثة عقود من الزمن من تراجع مستوى دخل الفرد، لكن هذا الأخير تضاعفت قيمته مابين 2005 و2015، وذلك تزامنا مع انتشار الأنترنيت، والحواسيب ثم الهواتف الذكية (المبيان أدناه).
إفريقيا قادرة على إنجاح الانتقال الرقمي
بدورها أكدت سيدة الأعمال الكاميرونية “ريبيكا أنونشونغ”، أن إفريقيا تزخر بإمكانيات هائلة لإنجاح انتقالها الرقمي، مسجلة أن على الشركات المحلية تدرك هذا الأمر، لكن ينبغي دعم هذا التحول، خصوصا فيما يتعلق بالولوج إلى البنية التحتية المعلوماتية.
واعتبرت أنونشونغ أن ثورة الاتصالات غيرت وجه القارة الإفريقية، ومنحتها دينامية أكبر في قطاع الأعمال، وأشارت، خلال مداخلة لها، في الندوة ذاتها أن 77 شركة ناشئة في القطاع في إفريقيا تمكنت من استقطاب 366 مليون دولار كمخصصات استثمارية.
وتشير المتحدثة، التي ترأس شبكة تضم 50 مركزا للابتكار التكنولوجي في القارة، إلى أن إفريقيا تواكب التحولات التكنولوجية، التي يعرفها العالم، حيث ارتفع عدد مستخدمي الأنترنيت في عام واحد بـ20 في المائة، ليصل عام 2017 إلى أكثر من 435 مليون من أصل 1.27 مليار مواطن إفريقي، فضلا عن تملكهم لأزيد من 176 مليون هاتف ذكي.
شروط إنجاح التحول
ولإنجاح تحدي التحول الرقمي لدى الشركات، وضع “جيل بابيني”، عددا من الشروط أهمها وعي قيادة، ومسؤولي المؤسسات بأهمية هذا التحول، ووضع استراتيجيات دقيقة للوصول إلى أهداف محددة، لكنه أكد أن العامل الأهم في هذا الإطار، هو الاهتمام بالتنقيب عن المواهب، والكفاءات في التخصص، الذي تنشط فيه، مبرزا أن استقطاب، وتأهيل رأس المال البشري يبقى التحدي الأبرز، خلال هذه العملية.
ويرى المتدخل أن عددا من المخاطر تطرحها عملية التحول هذه، ضاربا المثل بفضيحة تسريب بيانات الملايين من مستخدمي فايسبوك، لكنه أشار في هذا السياق إلى أن السلطات، والفاعلين الاقتصاديين يشتركان في المسؤولية عن رفع هذه المخاطر من خلال تفعيل رقابة مؤسسات الدولة على بيانات الأفراد.