سياسة وعلاقات دولية
أحمد الحو.. يحكي تجربة أزيد من عشر سنوات في ممرات الموت
تزامنا مع تقديم منظمة العفو الدولية “أمنيستي” تقريرها الجديد حول “أحكام الإعدام، وما نفذ من أحكام في عام 2017″، صباح اليوم الخميس، في الرباط، شد أحمد الحو الأنظار إليه، في كلمته القصيرة، التي حكا فيها تجربة قضاء أزيد من عشر سنوات في “حي الإعدام”.
الحو، الرجل الخمسيني، قص على مسامع الحاضرين في ندوة صحافية، صباح اليوم، قصة دخوله إلى السجن عام 1984، والحكم عليه بالإعدام بسبب كتابات جدارية سياسية، وقال إنه سيق إلى السجن المركزي مباشرة بعد النطق بحكم الإعدام في حقه، حيث نسج أول علاقة له مع “حي الإعدام”.
وقال الحو إنه مباشرة بعدما حكم عليه بالإعدام، جرد من ملابسه، وألبس لباس الاستعداد للموت، إذ شعر حينها أنه أصبح أدنى من الموت “أصبحت عاريا، تم العبث بجسدي، وبعورتي بشكل مهين، ثم ألبسوني ملابس حي الإعدام، وكلما تقدمت نحو حي الإعدام أحسست أني اقترب من الموت رويدا رويدا”.
وأضاف الحو أنه أول ما وطئت قدماه حي انتظار الموت في السجن المركزي، سأله المساجين عن التهمة، التي أدخلته أخطر أجنحة السجن، وقالوا له “واش قتلتي عشرة ديال البطاين” في إشارة إلى احتمال تورطه في قتل الأرواح، غير أنه أجابهم: “أنا لا أستطيع أن أقتل حتى نملة”، لتبدأ محنة انتظاره للموت بتهمة سياسية.
وتابع الحو أن الحياة لأزيد من عشر سنوات في حي الإعدام كانت قاسية، بين قساوة الظروف الصحية في السجن، حيث يتقاسم المساجين غذاءهم، وفراشهم مع الجرذان، وقلة الأكل، الذي كان مكونا من “عدس، وحجر”، علاوة على الرعب النفسي، حيث يظن المساجين أن كل حركة للحراس تحمل احتمال سوقهم نحو تنفيذ الحكم بإعدامهم، فيستمر عذابهم إلى أن يتمنوا الموت، فقط، لوقف عذابهم، ومعاناتهم.
وتطالب المنظمات الحقوقية اليوم بالإلغاء الكامل لعقوبة الإعدام من التشريعات، بينما قال الحو إن الإعدام في المغرب لا يزال تهمة لا تلتصق إلا بالفقراء، ممن لا يملكون الإمكانيات لتأمين محامين يترافعون عنهم أمام المحاكم لضيق ذات اليد، ما يجعل مطلب وقف هذه العقوبة مطلبا اجتماعيا، حتى لا تتكرر مآسي تطبيق الإعدام في حق أبرياء.