سياسة وعلاقات دولية
أمير في السعودية وأميرة في قطر..المغرب يحافظ على مسافته من الأزمة الخليجية
في ظل استمرار الأزمة الخليجية، التي اختار المغرب التعاطي معها بـ”حياد إيجابي” دشن بزيارة ملكية أثناء الحصار الاقتصادي لقطر بزيارة ملكية للفرقاء بالمنطقة، واصل المغرب الحفاظ على نفس المسافة من الفرقاء الخليجيين، حيث حل الأمير مولاي رشيد ممثلا الملك في قمة الظهران، وحلت في نفس الوقت الأميرة للا حسناء في العاصمة القطرية الدوحة، ممثلة الملك في افتتاح المكتبة الوطنية القطرية.
وفي تفسير تزامن هذه التمثيلية الدبلوماسية المرتفعة للمغرب في كلا الحدثين الخليجيين، بين السعودية وقطر، قال أحمد نور الدين، الخبير في الشؤون الدولية، في تصريح له ، اليوم الأحد، إنه “في مجال الدبلوماسية عندما يتعلق الأمر بقمة الهرم فكل خطوة محسوبة بدقة وفيها إشارات”.
وأوضح نور الدين في التصريح ذاته، أن عدم حضور الملك محمد السادس للقمة العربية، اليوم الأحد، رغم وجوده في المملكة العربية السعودية، تعبير على ثبات الموقف المغربي من القمم العربية، وفي نفس الوقت، اختيار الأمير مولاي رشيد، كدليل على الأخذ بالبروتوكول.
كما يرى نور الدين أن تمثيلية الأمير مولاي رشيد تحمل “مراعاة لمشاعر المملكة العربية السعودية، بروتوكوليا وليس دستوريا”، إلا أنها في الوقت ذاته، تدل على “تشبث الملك بموقفه من القمم العربية، وهو الموقف الذي سبق أن عبر عنه بوضوح في آخر مشاركة له في القمة العربية قبل سنوات، حيث انتقد بخطاب شديد اللهجة غياب قرارات قوية في مخرجات القمم العربية”، فيما يدل حضور الملك للعمرة في الديار السعودية دليل طمأنة على أن العلاقات بين البلدين لم تتأثر بالمتغيرات التي تعرفها المنطقة.
أما حضور الأميرة للا حسناء، نيابة عن الملك محمد السادس في افتتاح المكتبة الوطنية لقطر، يوضح نور الدين في التصريح ذاته، على أنه حدث يحمل إشارة مطمئنة لقطر، بأن المغرب ليس من البلدان ذات الوزن الخفيف في المواقف السياسية، ولا في محب الريح التي تميل حيثما مالت رياح المصالح، ودليل على أن المغرب يأخذ مسافة من الأحداث التي تعرفها المنطقة، ويتخذ مواقف على بينة، ما يحمل تأكيدا معنويا للجانب القطري على الحياد الإيجابي للمغرب في الأزمة الخليجية، لأن المغرب، حسب نور الدين، إذا لم يلعب دورا إيجابيا فلن يلعب دور سلبيا في المنطقة.