سياسة وعلاقات دولية
قضية الصحفي بوعشرين و”النفط مقابل الغذاء”
«مازال الطريق طويلا، ونحن نستغل هذا الملف لنبني دولة الحق والقانون».. هكذا تحدث النقيب محمد زيان عن ملف توفيق بوعشرين، مؤكدا ما قاله العديد من الحقوقيين عن أن هذه القضية سوف تدرَّس مستقبلا في مجالي القانون والصحافة، كما سيذكر المؤرخون أنه في سنة 2018 بالمغرب، اعتقل صحافي بالطريقة الاستعراضية التي عرفناها جميعا، ووضع في السجن ضد القانون، وجرى توظيف أحزاب وتجنيد محامين لهم مسارات متناقضة، وصحافيين يعملون بمنطق «النفط مقابل الغذاء»، ليدينوا زميلا لهم قبل أن تدينه محكمة شكك فيها محامون وخاصموها، وقالوا إنها غير محايدة.
نعم، ملفات مثل ملف توفيق بوعشرين عادة ما يستغلها الحقوقيون والصحافيون المنشغلون بالديمقراطية على واجهتين؛ فضح الاختلالات والتعسفات والمساطر التحكمية.. لصالح الشخص أو القضية التي يؤازرونها، وفي الوقت نفسه من أجل فضح اختلالات السلطوية لدحرها، حتى تحل محلها الديمقراطية ومعايير دولة المؤسسات.
وإذا كان سقراط قد تجرع السم من أجل أفكاره التنويرية، فإن الصحافيين المستقلين اعتادوا، يوميا، أن يتجرعوا سموم المضايقات والإهانات، خصوصا من ظلم ذوي القربى من السلطويين المرتدين قناع الصحافيين والحداثيين.. المستعدين لبيع كل شيء في هذا الوطن.