ثقافة وادب وفنونسلايد 1

معرض يستعيد المسار الفني العالمي الحافل للتشكيلية شعيبيّة طلال

يتجدّد موعد محبّي الفنون مع لوحات واحدة من أبرز الفنانات التشكيليات المغربيات، في معرض خُصِّص للفنّانة الفطريّة البارزة الشعيبية طلال.

ومن المرتقب أن يستمرّ هذا العرض الذي يتذكّر الشعيبية طلال إلى يوم 15 مارس برواق صندوق الإيداع والتدبير بالعاصمة الرباط.

ويعود معرض “الشعيبية طلال .. ساحرة الفنون”، المندرج في إطار ديناميّة “الرباط مدينة الأنوار عاصمة المغرب الثّقافيّة”، إلى المنجز التشكيلي والإبداعيّ للفنّانة المغربية التي عُرضت أعمالها، في حياتها وبعد مماتها، في كبريات المتاحف والمعارض العالمية.

وإلى جانب لوحاتها التشكيلية التي صارت عوالمُها وشخوصها وألوانها ذات صيت عالَميّ، يعرض الرواق أيضا نموذجا لسجّاد يدويّ للفنانة الراحلة، بعدما كان النّسج من المنافذ الأولى لتعبيرها الإبداعيّ.

ومع النّصوص التي تحتفي بالمسيرة الفنية للشعيبية طلال، وما مثّلته بوصفها امرأة مغربيّة مبدعة ذات صيت عالميّ، يحضر أيضا الجدل الذي كان يرافق أعمالها “الفطريّة” من طرف فنّانين مغاربة مكرّسين رأوا في الاحتفاء الدولي الواسع، الأوروبيّ أساسا، بالفنّ الفطريّ السّاذج، تكريسا لرؤية فوقيّة لا ترى في الشعوب المستعمرة سابقا أيّ إمكان للإبداع الواعي المستوعب لتاريخ الفنون والإبداع.

ومن بين ما يورده في هذا السياق “كِتابُ العرضِ الجميلُ”، نصٌّ يتضمّن حديثا عن الفنان التشكيلي المغربي البارز الراحل محمد شبعة، الذي سبق أن قال إنّ تقديم أعمال الشعيبية طلال كممثّل للتشكيل المغربيّ، يروم “التأكيد بأنّه لا يمكن لبلد متخلّف إلا أن ينتج فنّا متخلّفا، وأنّه لن يتأتى للفنان في هذا البلد أن يشارك أو يساهم في الحركات التشكيلية العالَميّة، أو أن يتوفّر على زاد ثقافيّ، أو أن تكون له انهماكات جماليّة معاصرة”.

كما يورد “الكتاب الجميل” وفضاء المعرض، اقتباسات من عالمة الاجتماع المغربية الراحلة فاطمة المرنيسي، عن أجنحة حلم الشعيبية طلال، وقدرتها على خلق سحرها الخاصّ، وفتحها الباب لنساء أخريات يمتهنّ النّسج لولوج عالَم الفنّ التشكيليّ.

ورغم إمكان اكتشاف لوحات الشعيبيّة طلال في عدد من العواصم الثقافيّة العالمية، وبمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر بالرباط ومعارض أخرى بالمغرب، إلا أنّ هذا المعرض يقدّم تجربة مختلفة.

ويتيح هذا المعرض الخاصّ رحلة داخل ما أبدعته الشعيبية طلال من شخوص تنتمي إلى محيط عيشها المغربيّ المغاربيّ، وما تتذكّره من طرق احتفال، ومعتقدات سحريّة، وما يجمع نساءه، وما يميّز رجاله، وما استجدّ فيه من أعمال.

ويرى زائر المعرض المغربَ كما رأته وتذكّرته وعبّرت عنه الشعيبيّة طلال، بألوانها الفاقعة المفعمة بالحياة، والتي قلّما تطغى عليها تدرّجات الرماديّ أو السواد، وتبقى أعمالا معبّرة عن تجربة فنية متفرّدة، لَم يحل عدم انتظامها في “التعليم العصريّ” دون أن تكون جزءا من الذاكرة التشكيلية للمغرب، والتعبير التشكيلي الإنسانيّ، ولم يحل دون أن تبقى واحدة من أعلام الفنّ التشكيليّ بالمغرب.

المصدر: هسبريس

إغلاق