سياسة وعلاقات دولية
المعنيون بالمقاطعة يدفعون بسخاء..هل ينهي تدخل المال في الإعلام حملة “المقاطعة”؟
بعد أزيد من شهر على انطلاقها، تعرف أول حملة لمقاطعة ثلاث منتجات استهلاكية احتجاجا على غلاء الأسعار، محاولات للتأثير على مسارها، وإيقافها من العالم الافتراضي، الذي كان مهدا لاشتعالها، بتدخلات يشار فيها بأصبع لاتهام للشركات المتضررة.
صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت مهدا لانطلاق أقوى حملات المقاطعة في تاريخ المغرب، ودعت المواطنين للالتفات حول المبادرة، عرفت منذ أمس الثلاثاء، نقلا لمنشور متشابه، مفاده أن حملة “المقاطعة” انتهت، داعية المواطنين للعودة لاستهلاك المنتجات الثلاث، مياه “سيدي علي” ومحروقات “افريقيا” وحليب “سنطرال”.
تناقل الصفحات لرسالة “انتهاء حملة المقاطعة” قوبل برفض واسع على شبكات التواصل الاجتماعي، واتهامات للقائمين على أكبر الصفحات المغربية بـ”بيع” الذمم، من أجل الترويج لخبر كاذب، ووقف حملة بدأت في الفضاء الافتراضي، وانتقلت بقوة إلى الواقع، ملحقة تأثيرا كبيرا بالشركات المقاطعة، واستطاعت فرض المقاطعة على أجندة الحكومة، رغم أسابيع من المقاومة.
لم تتوقف محاولات محاصرة آثار “المقاطعة” عن طريق “شراء” وسائل التواصل الاجتماعي، وإنما تجاوزتها لوسائل الإعلام الإلكترونية على الخصوص، فبعد الدور الكبير الذي اضطلعت به مواقع إلكترونية لكشف حقائق كبيرة عن الشركات التي اختار المغاربة مقاطعتها، عبر تحقيقات في قرية تارميلات منبع مياه “سيدي علي” أو بمواد صحافية عن حقيقة محروقات “افريقيا”، خصوصا من خلال تغطية عرض تقرير اللجنة البرلمانية التي كشفت معطيات صادمة عن استفادة الشركة من ملايير من الدولة، ظهرت “تحقيقات” في الاتجاه المعاكس، لمحاولة تبييض وجه الشركات المقاطعة في عيون المغاربة.
موقع “لوديسك” الذي يعرف نفسه كأحد المواقع المغربية المتخصصة في التحقيقات الصحافية، أصدر مؤخرا “تحقيقا” من منبع مياه “سيدي علي” وجهت له سيل من الاتهامات بمحاولة الدفاع عن الشركة وتسفيه مقاطعة المغاربة، ووجه بحملة انتقادات واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي من قرائه، ومن الصحافيين كذلك.
“تحقيق” موقع “لوديسك” لم يتوقف نقده على المتتبعين والمواطنين، بل خرج عمر الحياني، المستشار عن فيدرالية اليسار بتصريح مباشر يتهم فيه الموقع بتلقي دعم من شركة “سيدي علي” وأن “التحقيق” مدفوع الثمن، وقال الحياني في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “إن تحقيق Le Desk في أوج حملة المقاطعة، ما مشى تقريبا غير عند الشركة وما شافش السكان المتضررين من المعمل، فالساكنة تعاني مثلا من ندرة المياه في فصل الصيف (ساعتان من الماء الشروب في اليوم) بسبب استنزاف الفرشة المائية من طرف شركة سيدي علي/والماس. في حين يعفي موقع Le Desk الشركة نهائيا من الأمر، ويحمل ندرة المياه إلى النقص في الاستثمارات العمومية. هاد الاستثمارات تتخدم في فصل الشتاء و ساعتين في الصيف، وتتوقف فباقي الأيام؟”.
وعلق الحياني على خلفيات “تحقيق” لوديسك بالقول إنه “إذا ظهر السبب، بطل العجب”، موضحا أنه من بين المستثمرين في الموقع، علي بلحاج أحد مؤسسي حزب التجمع الوطني للأحرار، وصهر مريم بنصالح مالكة سيدي علي، بالإضافة إلى أن الموقع استفاد سنة 2016 من إشهار “سيدي علي”، داعيا الموقع لكتابة أن التحقيق “إشهاري” حتى لا تتضرر مصداقيته.