سياسة وعلاقات دولية
هبة طوجي: لم أتجاهل المقاطعة والفن أيضا وسيلة للنضال
وأنت تتهيئين للمشاركة في مهرجان موازين، على مسرح محمد الخامس، أكيد أنك سمعت عن حملة المقاطعة التي نادى بها جزء من المغاربة. أ لم تتخوفي من ذلك؟ وكيف تعاملت مع الخبر وأنت تنضمين لنجوم دورته السابعة عشرة؟
طبعا سمعت عن المقاطعة. وكان لدي تخوف بداية، لأنه لا يمكن أن أتجاهل وأصرف نظري عن شيء واقع ويقع وسأدخل في سياقه بشكل ما. وسألت عن الموضوع كثيرا. لكن ما كنت متأكدة منه في النهاية أن نوعية الفن الذي أقدمه هو حامل أيضا لرسائل اجتماعية وإنسانية تحكي عن كل أوجاع الناس. الفن أيضا وسيلة ليناضل الإنسان في سبيل حقوقه، على نحو ملتزم، وهذا مهم بالنسبة لي.
رغم انتمائك للجيل الحالي لكنك تقديمن أغاني يمكن أن نقول إنها من زمن مضى من حيث اختيارات الكلمات الحاملة دوما لصور شعرية أ تعتقدين أن هذا قد يحد من اتساع قاعدة جمهورك؟
ما اقدمه من فن لديه جمهور واسع مولع به. ولا أحرص في تقديمه على أن أقنع بقدر ما يهمني أن أكون حقيقية أن أكون أنا وأتمسك بهويتي. وفي هذا أسعى لخلق شيء يشبهني يحبه الجمهور ويتعلق به. وما نقدمه اليوم مع مدرسة الرحباني يمكن أن يمثل نقطة التلاقي ما بين أغاني الأمس واليوم، متشبتين بجمالية الكلمة، وملتزمين بالفن في جوهره، بأسلوب كلاسيكي مجدد يعتمد في أساسه الكلمة والصوت والموسيقى والحضور.
عائلة آل الرحباني الفنية الشهيرة في لبنان ما دورها في مسيرتك؟
الرحابنة بالنسبة لي مدرسة كبيرة، والعالم العربي أعتقد كله يجمع على ذلك. مدرسة أعتز بالمضي على خطاها. بالنسبة لي هو أول شخص آمن بي، وأعترف بفضله علي. فقد تعلمت على يديه كيف احترف هذا المجال، وأعطاني فرصا كثيرة للصعود أعلى وتحقيق طموحات مختلفة في مجال الفن.
خلال ندوتك بمهرجان موازين قلت بالحرف أنك استفدت من تجربة ذو فويس “الفرنسي” لكن لم يكن لها فضل عليك في نجاحك الحالي والانتشار. هل لديك عتب على هذا البرنامج؟
بالنسبة لي ذو فويس هو نقطة تحول وأعطتني الكثير من ناحية الانتشار وفتحت لي أبواب كبيرة في العالم العربي والعالم الغربي، وهذا شيء لا أعيد النظر فيه. فهي أكيد محطة أساسية بالنسبة لي. لكن لا فضل للبرنامج على مسيرتي لأني قبله كان لدي أعمال ومشوار طويل.
قلت إن شركات الإنتاج لم تخذلك ولم تتوقعي منها شيئا رغم الوعود بعد ذو فويس الفرنسي، كيف جاء هذا الوعي؟
ببساطة لم تعد لدي سذاجة أول يوم ولجت فيه عالم الفن. صرت أعرف كيف تمشي الأمور، وأعرف كيف تصنع الألبومات وحال الصناعة الفنية عموما. هذه أشياء لا تتم بضغطة زر، وهي صعبة تحتاج إلى وقت وجهد، خاصة حين يتعلق الأمر بفتاة قادمة من العالم العربي وتقتحم العالم الغربي. لذلك لم أتكل على شركات الإنتاج، ولو جاءت فرصة مساعدة كنت سأكون سعيدة وما لم تأتي فإنني مكتفية بمشواري.
ما قيمة مواقع التواصل الاجتماعي في حياتك، خصوصا وأنك تطمحين لتوسيع قاعدة مريدي اللون الغنائي الذي تقدمين وهي شريحة نوعية؟
ولوج هذه المواقع أمر مهم جدا اليوم، وعبره أنشر أخبار تخص مجال اشتغالي، وعبره أضمن استمرار تواصلي مع “الفانز”. لكني حريصة على أن لا أشارك أشياء شخصية لأني أحب أن يبقى الفنان غامضا نوعا بحفاظه على أسراره، ومحافظا أيضا على جوهره. لكن ذلك لا يمنعني من مشاركة “الفانز أشياء من حياتي اليومية، لأن المتابعين يحبون مشاهدة ذلك.
هل حب الغموض وحفظ الأسرار الخاصة هو ما يجعلك ترفضين الحديث عن طبيعة علاقتك الخاصة بأسامة الرحباني بعيدا عن المهنة؟
تضحك، تعرفين حين يسألني إعلامي أو إعلامية أمام الكاميرا عن حياتي الشخصية أعكس السؤال عليه وأطلب منه أو منها أن تجيب، من يحرجني احرجه وكل واحد منا يفعل ما يريحه، تقول ضاحكة.
إذا تحدثنا عن فنان ترينه اليوم النموذج، من تختارين؟
كرمز في لبنان والعالم العربي النموذج بالنسبة لي هي السيدة فيروز. لكن في العالم الغربي هناك لائحة طويلة من الأسماء التي أعشقها، وأبرزهم ماريا كاري ومايكل جاكسون وستينغ وويتني هيوستن وباربرا سترايسند وآخرين.
آخر ما غنيته هو “تيتر” مسلسل “الطريق”، ما ملامح هذه التجربة في عيون هبة طوجي بعد تقديمها؟
هي أغنية غاطفية أحبها الجمهور كثيرا. وتشبه أحداث المسلسل، الذي اختيرت كلماتها وألحانها على مقاسه وأعتقد أن هذا سبب تعلق الجمهور بها. وما يميزها أنها بعيدة عن الأغاني السائدة، وأتمنى أن أكرر تجارب مماثلة لأن هذه الأولى أمتعتني وأفادتني.