جغرافيا

السفن الأوروبية تغادر مياه المغرب مكرهة بعد فشل المفاوضات مع بروكسيل

القوارب الأوروبية غادرت مكرهة المياه المغربية منتصف ليلية السبت-الأحد، تاريخ انتهاء الاتفاق الجاري به العمل حاليا، واستنفار في قطاع الصيد الأوروبي، تخوفا من قطع مورد رزق آلاف الأسر المهنية؛ في المقابل، لازال المغرب، بعد تجاوز عائق الشق السياسي، متمسكا بمطلب الرفع من القيمة المالية لأي اتفاق جديد محتمل. هذا ما كشفته آخر المعطيات المقبلة من بروكسيل، التي تحتضن منذ، أول أمس الخميس، آخر جولات التفاوض.

بعد أسابيع من الترقب والمفاوضات التي وصفت بـ”العسيرة” فشلت الرباط وبروكسيل في التوقيع على “اتفاق جديد” يتلاءم مع القرار الأخير لمحكمة العدل الأوروبية، والقاضي باستثناء الأقاليم الجنوبية من الاتفاق. الطرفان فشلا في توقيع “اتفاق جديد”، وليس تجديد الحالي، رغم أن المفاوضات انطلقت بين الطرفين في الرباط وبروكسيل منذ أسابيع.

مصادر إسبانية أوضحت أن العائق الوحيد، الذي يواجه المفاوضين مالي- تقني محض، وليس سياسيا كما كان يتخوف البعض في البداية. إذ إن عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والمياه والغابات، يطالب بمضاعفة قيمة الاتفاق الجديد المتفاوض عليه بدل 40 مليار سنتيم، قيمة الاتفاق الحالي. كما أن المغاربة يضعون شروطا تقنية جديدة بخصوص كمية ونوعية أسماك الصيد وضرورة احترام الراحة البيولوجية، إلى جانب إخضاع جميع السفن الأوروبية للمراقبة قبل الدخول والخروج من المياه المغربية.

وزير الفلاحة والصيد البحري الإسباني، لويس بلاناس، الذي تربطه علاقات جيدة بالسلطات المغربية تأسف في حوار مع الإذاعة والتلفزيون الإسباني عن فشل الطرفين في التوصل إلى توقيع “اتفاق جديد”، قبل 14 يوليوز، الأحد المقبل، ما يفرض على الصيادين الإسبان مغادرة المياه المغربية. وشرح قائلا: “لا يمكن التوصل إلى توقيع اتفاق جديد قبل الأحد المقبل، لأن الأمر لازال في مرحلة المفاوضات”، وأضاف أن “هناك معلومات قادمة من بروكسيل تفيد أنه سيكون هناك تأخر”. وفي ظل فشل المفاوضات بين الطرفين وتسرب التوجس والقلق في صفوف الصيادين الإسبان، كشف الوزير الإسباني أنه سيعطي أوامره “من أجل القيام بالإجراءات الضرورية لتقديم الدعم المادي للصيادين خلال فترة وقف الصيد (في المياه المغربية)”. غير أنه عاد ليؤكد أن اتفاق الصيد البحري مع المغرب “مهم بالنسبة إلى إسبانيا والاتحاد الأوروبي”. كما أعرب عن ثقته في قدرة المفاوضين المغاربة والأوروبيين على التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة، لهذا أكد قائلا: “أتمنى أن يتم التوصل إلى اتفاق جديد في ظروف جيدة وعما قريب. وأن يصادق عليه البرلمان الأوروبي”.

تأخر توقيع اتفاق جديد للصيد أصبح يقلق الأوروبيين، وفي هذا الصدد أعرب المسؤولون الإسبان والبرتغاليون في وزارة الفلاحية والصيد البحري، خلال اجتماع بين الطرفين يوم أمس بمدريد، عن رغبتهما في إنهاء بنجاح مفاوضات توقيع اتفاق جديد بين الرباط وبروكسيل في أقرب وقت. بدورهم دعا مهنيو الصيد البحري الإسبان في مدريد وبروكسيل إلى القيام بالتدابير الضرورية من أجل توقيع اتفاق جديد مع المغرب.

في السياق نفسه، أكد خافيير غارات، رئيس أرباب السفن الأوروبية والكونفدرالية الإسبانية للصيد البحري، قائلا: “الأسوأ حدث، إذ إن القوارب يتوجب عليها مغادرة المياه المغربية”. ومع ذلك، فخافيير غارات، أشار إلى أن المفاوضين المغاربة والأوروبيين “عبروا عن تفاؤلهم من نجاح عملية التفاوض”. وأوضح أن الأطراف المتفاوضة تجاوزت العائق السياسي ولازال أمامها الجانب التقني.

واسترسل قائلا: “مواقف الطرفين تتقارب، لكن هناك بعض الجزئيات لم تحسم بعد”. مع ذلك، فحتى في حالة توقيع “اتفاق جديد” في الأيام المقبلة، فإنه سيحتاج إلى أسابيع، وربما إلى سنة، لكي يدخل حيز التنفيذ، لأن المفاوضين الأوروبيين ملزمون بإحالته على المجلس الأوروبي الذي سيبعثه بدوره للحكومات الأعضاء، قبل إحالته على البرلمان الأوروبي، الذي سيناقشه قبل المصادقة عليه أو رفضه. كما أن المفاوضين المغاربة سيحيلونه على الحكومة المغربية قبل إلى إحالته على البرلمان بغرفتيه لمناقشته والمصادقة عليه، إلى جانب موافقة الملك.

إغلاق