سلايد 1سياسة وعلاقات دولية
الدبلوماسية الملكية تفتح الباب أمام تطور العلاقات المغربية الكوبية
يبدو أن العلاقات المغربية الكوبية سائرة نحو مزيد من التطور والدفء، بعد القطيعة الطويلة التي شهدتها في السنين الماضية، بسبب موقف كوبا من الصحراء المغربية، ودعمها لجبهة البوليساريو الانفصالية.
ولعل التهنئة التي وجهها الملك محمد السادس، إلى ميغيل دياز كانيل بيرموديز، رئيس جمهورية كوبا، بمناسبة احتفال بلاده بعيدها الوطني، تعكس هذا التقارب بين البلدين، في الوقت الذي تعيش القضية الوطنية الأولى أوجها، بسبب توالي افتتاح القنصليات في الجنوب المغربي، واعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة على الصحراء.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، تاج الدين الحسيني، أن هذا التطور في العلاقات بين البلدين يندرج في إطار دبلوماسية شمولية انتهجها المغرب، منذ قرر الملك محمد السادس ألا يضع بيض المملكة كله في سلة واحدة، وأن يبني علاقات متطورة مع مختلف الدول.
ولفت الحسيني، الانتباه إلى أن كوبا الحالية “لم تعد كوبا كاسترو التي تكوِّن البوليساريو، وإنما دولة تبحث عن نفسها في إطار مجتمع دولي متطور يقوم على المصالح وسياسة رابح رابح”، مشيرا إلى أن هذا البلد “بحاجة إلى تطوير حاجياته الاستثمارية، خصوصا في السياحة”.
وأوضح أن المرحلة الراهنة “ستعرف تراجعا في قوة التحالفات ذات الطبيعة العسكرية، إلى مجتمع يقوم على سياسة رابح رابح”، وهو ما يعني اندحار الحلف المساند للجبهة الانفصالية.
وأضاف أستاذ العلاقات الدولية، في هذا السياق، أن المغرب يهدف من خلال علاقاته مع مختلف الدول إلى “تحييد هذه الدول في علاقتها بالبوليساريو، حيث استطاع تقليص عدد البلدان المعترفة بالانفصاليين، مقابل تزايد عدد الدول التي تقيم قنصليات في كل من الداخلة والعيون”، مشيرا إلى أن العلاقة بين المملكة المغربية وكوبا ستعرف مزيدا من التطور والانفتاح “طالما أن العلاقات الدبلوماسية القائمة مبنية على سياسة الإخاء والتعاون، وهو ما سيفتح الباب واسعا أمام زيارات متبادلة ومشاريع مستقبلية”.
وما سيعزز هذا الانفتاح أن المغرب له شراكات واتفاقيات دولية عديدة، وصار منفتحا على المجتمع الدولي، كما أصبح منصة استراتيجية بين إفريقيا وأوروبا وأمريكا والصين، ناهيك عن افتتاح ميناء الداخلة الأطلسي، وهي علامات ترجح كفة المغرب، يقول الحسيني.
ووجه الملك محمد السادس، الأحد، رسالة إلى الرئيس الكوبي، أعرب فيها عن ارتياحه “للتطور الحثيث الذي باتت تشهده علاقات الصداقة بين بلدينا، ولاسيما في اتجاه تكريس أسس متينة للتقدير المتبادل، وللتعاون البناء والتضامن الفاعل”.
وأضاف الملك في الرسالة ذاتها “كما أود أن أؤكد لكم حرصي القوي على العمل سويا معكم من أجل توطيد هذه العلاقات وتكثيف جهودنا المشتركة لاستثمار أمثل لإمكانات التعاون والتبادل المتاحة لدى بلدينا في مختلف المجالات، بما يستجيب لتطلعات شعبينا ويسهم في توطيد جسور التضامن والتكامل جنوب – جنوب”.
المصدر: هسبريس