سياسة وعلاقات دولية

المغرب يحصلُ على طائرات بدون طيار لوقف الهجرة غير النظامية

“تصدُّ” أمواجُ المتوسّط أفْواج النّازحين إلى أوروبا؛ فالعبور إلى الدّيار الإسبانية بحراً خلال الشّهور الأولى من العام، يشبهُ الارتماء في حضنِ الموتِ، بينما تترّقب الأوساط المغربية وصولَ دفعة ثانية من المساعدات اللوجيستيكية والمادية لوقْفِ زحفِ “الحرّاڭة” الذين يعدّون بالمئات.

وخلال الشّهور الأخيرة، لوحظَ تراجعٌ كبير لعمليات النّزوح التي تنطلقُ من مدنِ الشّمال، غير أنّ هذا الارتياح الذي تعبّر عنه الحكومة الإسبانية والوفود الأوروبية ما فتئ يبدّدهُ حجم التّهديدات التي تتربّص بالجنوب الأوروبي؛ فخلال العام الماضي، وصلَ أزيدُ من 20 ألف مهاجر سري، وهو وإن كان رقما كبيرا، إلا أنه سجل مع ذلك تراجعا قدّرت نسبته بـ 3,5 في المائة.

ومازال مشكل الهجرة يؤرق بالَ الأوروبيين الذين يحاولون تعديل التّشريعات الخاصة بالحدود والأمن القومي، بينما أعلنت بروكسيل، الشهر الماضي، أنها ستَمْنحُ مساعدات مالية جديدة للمغرب وتونس “لتحسين إدارة الحدود البحرية وإنقاذ الأرواح في البحر ومحاربة المُهربين الذين يعملون في المنطقة”.

ومن أجل مكافحة الهجرة غير النظامية، قدَّمَ الاتحاد الأوروبي للمغرب 15 طائرة بدون طيار ومساعدات لوجستية ومالية لمساعدته على مراقبة السّواحل المغربية والتحكم في تدفقات الهجرة إلى أوروبا. وقبل شهر، منح الاتحاد الأوروبي المغرب حوالي 101.7 مليون يورو كمساعدات لتكثيف جهوده في محاربة الهجرة السرية.

وتشير التقارير إلى أن عدد الوافدين إلى أوروبا من المغرب قد انخفض بنسبة 54٪ في عام 2019، وذلك بفضل الجهود المشتركة للقوات البحرية الملكية والقوات المساعدة وقوات الدرك الملكية وحرس الحدود.

وفي هذا الصّدد، يرى الحقوقي عبد الإله الخضري أنّ “وتيرة تدفُّق حالات الهجرة السرية في حالة تقهقر كبير مؤخرا، وذلك يعزى لأسباب محددة؛ أولها تشديد الرقابة الحدودية التي يمارسها المغرب بفضل المساعدات الأوروبية اللوجستية والمالية”.

ودعا المتحدث إلى تقييم مدى نجاعة هذه المساعدات من حيثُ طبيعتها المرحلية والمؤقتة في جميع الأحوال، في مقابل الطبيعة المزمنة والتصاعدية لظاهرة الهجرة السرية بالنظر إلى العوامل العديدة المحفزة للظاهرة، و”استحضار العامل المتعلق بالظروف المناخية خلال فصلي الخريف والشتاء، حيث إن هذه الظروف لا تحفز المرشحين للهجرة السرية على ركوب البحر”.

ورجح الخضري أن تعود الظاهرة خلال أواخر فصل الربيع وفصل الصيف، “حينها يمكن تقييم نجاعة التدابير الرقابية التي يعتمدها المغرب بهذا الشأن”، معتبرا أنه “حين ترفع أوروبا يدها عن ثروات الشعوب الإفريقية وتكف عن دعم الدكتاتوريات والفساد والاستبداد بهذه القارة الفتية، آنذاك سيضطر شباب إفريقيا لبناء اقتصاداتهم بحرية

إغلاق