سياسة وعلاقات دولية
جدل الإرث.. الريسوني: بؤساء مغاربة معجبون بـ”السبسي” كما أعجبوا بـ”بنعلي” الاستئصالي
شن أحمد الريسوني، العالم المقاصدي ونائب رئيس الاتحاد الغالمي لعلماء المسلمين، من خلال مقال حول المساواة بالإرث في العلاقة بمبادرة الرئيس التونسي، هجوما حادا على الحداثيين المغاربة.
المقال الذي عنونه الريسوني بـ”أذناب السبسي.. أو أذناب الأذناب”، ذكر في مقدمته أنه “في غضون الأيام والأسابيع الماضية قرأ لعدد من الحداثيين والحداثيات المغربيات تطلعهم وتمنيهم أن يقتدي المغرب بالنموذج التونسي”، مشيرا إلى رغبة البعض في تبني مبادرة الرئيس السبسي، الرامية إلى إلغاء نظام الإرث الإسلامي وإقرار المساواة الكاملة بين الورثة، “على اعتبار أن الدولة التونسية الحديثة لا علاقة لها بالقرآن ولا بالشريعة، على حد قوله..”.
وأضاف الريسوني: “بعض الحداثيات جدا تحمسن جدا، حتى تمنين لو كنَّ تونسيات. وتمنى أحد كبرائهم أن يحدو الملك محمد السادس – حفظه الله – حدْوَ الرئيس التونسي في مبادرته ومسعاه، فيلغي نظام المواريث الإسلامي ويعتمد نظاما تونسيا حداثيا”.
وتابع: “أما أن يكون بعض البئيسات والبؤساء المغاربة معجبين بالسبسي ومبادراته الرائدة عندهم، فهذا شأنهم وذلك مبلغهم.. ولكنّ العجب كل العجب هو حين يتمنون ويريدون للمغرب، ولملك المغرب أيضا، الاقتداء بالسبسي والاقتباس منه”.
الريسوني قال أيضا، في مقاله الذي نشره مساء أمس في موقعه الإلكتروني:”هم للأسف لم يتمنوا للمغرب وملكه الاقتداء بتونس وعلمائها، وإنما مرادهم الاقتداء بالسبسي تحديدا. تماما مثلما كانوا يدعون من قبل للاقتداء بسياسة بنعلي الاستئصالية”.
وأوضح الريسوني أن علماء الزيتونة وأساتذتها وقفوا صفا واحد وكلمة واحدة ضد مبادرة السبسي، ووقف أئمة المساجد وخطباؤها ضد هذه المبادرة وما ترمي إليه… باستثناء أيتام بنعلي ووكلاء فرنسا”.
وقال أيضا: “هذه هي تونس التي يمكن تقديرها والاقتداء بها فيما تسبق إليه من إنجازات: تونس العلماء، وتونس الزيتونة شقيقة القرويين، وتونس الشعب. أما الاقتداء بالمفلسين الفاشلين، والتعلق بأذناب الأذناب، فهذه إهانة للمغرب”.