سياسة وعلاقات دولية
علي أنوزلا: ما فعلوه مع بوعشرين لم يفعلوه مع الحاج ثابت
أثناء محاكمة عميد الشرطة محمد ثابت، في تسعينات القرن الماضي، لم تتسرب صورة واحدة للرجل أثناء التحقيق معه أو من الفيديوهات التي استعملت لإدانته، كما لم تنشر أية صورة لأي من ضحاياه المفترضات اللواتي كان يرمز إليهن في الصحافة بالأحرف الأولى لأسمائهن ولم تنشر قط أسماؤهن الكاملة. مع تذكير بسيط، ولكنه يبدو اليوم فارق وجد مهم، وهو أن الدرك الملكي هو من تولى التحقيق في القضية.
ومع ذلك يجب ألا ننسى أن الإعلام الحزبي وخاصة جريدة “الإتحاد الاشتراكي”، آنذاك، التي تم تسريب “سبق” خبر إلقاء القبض على تابت لها، لعبت دورا بعيدا كل البعد عن أخلاق المهنة في إدانة الرجل قبل الحكم عليه، واستُعملت “إعلاميا” لتوجيه القضاء والضغط عليه لإصدار الحكم بإعدامه، ولتهيئة الرأي العام لِتَقبُّل تنفيذ حكم الإعدام فيه، والذي تم فجر ذات يوم من عام 1993 في ظل صمت مريب مازال يديننا جميعا!