أخبارالقانون والمحاكم

مروحيات مافيات تهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا تتحدى التكنولوجيا

تستمر مافيات “تهريب المخدرات” التي تنشط على طول الحدود البحرية الفاصلة بين المغرب وإسبانيا في استغلال المروحيات في عملياتها الإجرامية، رغم النقلة التكنولوجية في مجال المراقبة مع سبتة ومليلية المحتلتين، وعلى طول الحدود البحرية بين الرباط ومدريد.

وبحسب وسائل إعلام إسبانية فإن “أفرادا من الدرك الملكي المغربي، بتنسيق مع قوات تابعة لحرس الحدود الإسباني، تمكنوا يوم أمس الجمعة من القبض على تسعة أشخاص متورطين في تهريب المخدرات عبر استخدام طائرتي هليكوبتر بين المغرب وقادش وإشبيلية”.

ووفق المصادر عينها فإن “العصابة تتوفر على طيارين محترفين، لهما خبرة في التحليق ليلا؛ فيما تعود الطائرتان اللتان تم حجزهما إلى شرق أوروبا، حيث تم اقتناؤهما ووضعهما في مكانين متفرقين بإسبانيا”.

لولا انتباه السلطات المغربية والإسبانية إلى أن أحد المعتقلين كان يبحث عن طيار هليكوبتر لما فطنت إلى عملياتهم المخطط لها سلفا”، يورد الإعلام الإسباني، الذي أكد أن “الرحلات التي تم القيام بها تمت بدون أضواء وعلى علو منخفض”.

صعوبة رصد المروحيات

محمد بنعيسى، رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، قال إننا أمام “تنظيمات عابرة للحدود متقدمة جدا من مافيا تهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا، نظرا لتوفرها على إمكانيات مالية ولوجيستيكية وبشرية قادرة على التهريب بين المغرب وإفريقيا باستعمال المروحيات”.

ويضيف بنعيسى، ضمن تصريح لهسبريس، أن “مجال نشاط هذه الشبكات لا يمكن أن يقتصر على ‘الحشيش’، بل قد يتعداه إلى تهريب الكوكايين، خاصة أن المافيات تعتبر المملكة بلد عبور بين أمريكا اللاتينية وأوروبا”.

وأبرز رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان أن “صعوبة رصد المروحيات المستخدمة في مجال نقل المخدرات بين إسبانيا والمغرب لا يمكن أن يتوقف على ضعف أجهزة الرصد الإلكترونية، التي هي بكل تأكيد أجهزة متطورة؛ لكن من الممكن أن تتوفر تلك الطائرات على أجهزة التخفي والتشويش”

وأشار المتحدث عينه إلى أننا “أمام مجال جغرافي عريض يمتد على الواجهتين المتوسطية والأطلسية (بالنسبة للمغرب)، يعرف بحركية واسعة في تهريب البشر والمخدرات، إضافة إلى تحديات أمنية غير تقليدية أخرى”، وتابع: “بقدر ما تعمل الدول على تطوير آليات المراقبة، والتحكم والضبط بتوظيف التقنية المتطورة، بقدر ما تعمل شبكات تهريب المخدرات على تطوير آليات التمويه والتخفي والانفلات من أي مراقبة ممكنة مستغلة التقنية نفسها”.

وشدد الحقوقي ذاته على أن “ما يجعل هذه الشبكات تطور قدراتها هو لعبها على تقسيم العمل في مجال تهريب الممنوعات، فغالبا يكون المكلفون بنقل المخدرات متخصصين في هذا المجال، ويتلقون عمولتهم نتيجة هذه الخدمة”.

وأجمل المتحدث سالف الذكر: “نشاط تهريب المخدرات بنوعيها ‘الحشيش’ والكوكايين يشكل سوقا كبيرة تدر ملايير الدولارات على الشبكات العاملة في مجال هذا النشاط غير مشروع”.

الإجرام يهتم بالتكنولوجيا

سجل الحسين أولودي، باحث في الجغرافيا السياسية والقضايا الأمنية، أن السر وراء استمرار مافيات المخدرات في تفضيل المروحيات لنقل حمولتها يكمن في العامل التكنولوجي.

ويضيف أولودي لهسبريس أن “شبكات التهريب التي تشتغل في مجال المخدرات كانت ومازالت تاريخيا مهتمة بالتطور التكنولوجي، وتساير مختلف التقنيات التي تظهر”.

وأوضح الباحث في القضايا الأمنية أن “شبكات التهريب بين المغرب وإسبانيا تستخدم لنقل المخدرات مروحيات مزودة بأنظمة تصعب رصدها من قبل الرادار والأقمار الاصطناعية”، موردا أنه “كلما طور المغرب وإسبانيا تقنياتهما في المراقبة عمدت هاته الشبكات إلى ذلك أيضا”.

“تبقى المروحيات والدرون الخيارين المفضلين حاليا لهاته الشبكات الإجرامية”، يتابع أولودي، مستدركا بأن “التعاون الأمني المغربي الإسباني يقوض هذا الوضع، ويشكل حلقة مقلقة للغاية بالنسبة لهاته الشبكات”.

وخلص المتحدث سالف الذكر إلى أن “القبض على شبكة تنقل المخدرات باستخدام تقنية ما يدفع شبكات أخرى إلى تفادي أخطائها مستقبلا، وتحسين عملها”، مشددا على أن “تضييق المغرب وإسبانيا على تنامي استخدام الدرون في فترة كورونا في مجال التهريب دفع هاته الشبكات إلى الاتجاه إلى أنظمة الرصد والتخفي”.

المصدر : هسبريس

إغلاق