سياسة وعلاقات دولية

الحمودي: لا انتقال ديمقراطي في المغرب والأمن أصبح خائفا من مقابلات كرة القدم بسبب الشعارات السياسية

رسم الأنثروبولوجي المغربي، والأستاذ في جامعة برنستون في الولايات المتحدة الأمريكية، عبد الله حمودي، في آخر خرجاته الإعلامية، صورة قاتمة عن الوضع السياسي والاجتماعي في المغرب، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك حديث عن انتقال ديمقراطي في البلد، وسط احتقان اجتماعي، وحصار مضروب على وسائل الإعلام، وضعف للوساطة السياسية.

وقال الحمودي، في حوار أجراه مع صحيفة “القدس العربي”، نهاية الأسبوع الجاري، إن “المرء لا يمكنه أن يتكلم الآن عن أي انتقال ديمقراطي، يمكن أن يتكلم عن مؤسسات موروثة من الوقت، الذي قيل فيه الانتقال الديمقراطي، وتلك المؤسسات الموروثة أصبحت صورية، ولكن بالمقابل إذا كان غياب الديمقراطية الحقيقية، بمعايير دستورنا، وليس بمعايير الإنكليز، أما بمعايير أخرى فهي غائبة، إذا كانت قد تضاءلت فهذا لا يعني أن محاولات اكتساب ديمقراطية من طرف شرائح شعبية كبيرة غير موجود، بالعكس هي موجودة وبقوة”.

وعرج الحمودي، في الحوار ذاته، على قضية استقلال الأحزاب في المغرب، حيث اعتبر أن حزب العدالة القائدة للائتلاف الحكومي “تعرض لضغوطات ومحاولات إضعاف و”تشهير” ببعض قيادييه، وضغط من داخل الأغلبية الحكومية، تقول بعض الآراء إنه بسبب استقلاليته في قراره السياسي”، ولكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن “الإطار، الذي أدخل فيه العدالة والتنمية نفسه حد من استقلالية تحركاته.”

وشدد الحمودي على أن السنوات الأخيرة عرفت تراجعا في الصحافة، معتبرا أن السلطة الرابعة الآن “في وضع حصار، والأخبار والمعلومات الموجودة فيها تضعف، تبدو التغطيات ضعيفة، ويبدو أن الصحافيين مثل الكثير من الناشطين أصابهم الخوف بعد ما تعرضوا له من مضايقات، وسجن إلى غير ذلك، فالمشهد الصحافي مع الأسف مقلق جدا”.

وبالنظر إلى التحولات الاجتماعية الأخيرة، قال الحمودي إن الهجرة السرية، ومطالب بإسقاط الجنسية، التي برزت بشكل كبير، خلال الفترة الأخيرة، تعتبر من مظاهر عدم الرضا، وفيها جرأة زيادة وليس فيها خوف، مضيفا: “أنا قلتها من أيام عشرين فبراير بأن الخوف اختفى ولم يعد موجودا”.

ونبه الأنطربولوجي المغربي إلى ظاهرة جديدة، قال إنها تستدعي الانتباه إليها، وهي أنه “الآن الأمن الوطني، أو الدوائر الإدارية، والسياسية أصبحت تخاف من مقابلات كرة القدم، لأن في هذه المقابلات أصبحت الشعارات، التي تكون في المسيرات، أو في بعض الاحتجاجات تتردد في ملاعب كرة القدم، ذلك اليوم في مقابلة الرجاء البيضاوي، هناك أشخاص يرددون “مظلوم في بلادي”، إذن هناك ترحيل لشعارات الاحتجاجات كيفما كانت اقتصادية، أو على أشخاص ماتوا في البحر، أو الطالبة، التي توفيت إثر إطلاق الرصاص على القارب”.

إغلاق