سياسة وعلاقات دولية

في مشاهد أشبه بأسرى الحرب أو تنفيذ الإعدام..احتجاز تلاميذ الثانويات و”تركيعهم” يثير سخطا عارما في فرنسا

أظهرت مقاطع فيديو نشرها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قسوة التعامل مع طلاب المدارس المتظاهرين، أمام مدرسة “مانت لا جولي” الثانوية، بإقليم إفيلين شمال غربي العاصمة باريس.

ويرصد الفيديو نحو 150 طالبا راكعين يضعون أياديهم فوق رؤوسهم، بعد أن احتجزتهم الشرطة أول أمس الخميس، في مشهد يوحي بأسرى الحرب أو باللحظة التي تسبق تنفيذ الإعدام رميا بالرصاص.

وفي أول تعليق له على الموضوع، اعتبر محافظ إقليم إيفلين أنه من المؤسف تصوير التلاميذ أثناء الإستجواب ثم نشر صورهم، وفق ما نقله موقع “لوباريزيان”، فيما طالب حقوقيون بفتح تحقيق في الموضوع.

وأثار تصرف للشرطة الفرنسية غضبا وانتقادا كبيرين، بعدما ظهر عناصر منها في مقطع فيديو وهم يركّعون طلبة بمدرسة ثانوية، فيما بدا شبيها بطريقة “الإعدام رميا بالرصاص”.

وقال موقع “بي إف إم تي في” الفرنسي إن الفيديو جرى تداوله على نطاق واسع خلال الساعات الماضية، حيث يظهر إيقاف العشرات من التلاميذ قرب مدرسة ثانوية في “مانت لا جولي” بطريقة مهينة وغير أخلاقية.

وذكرت إذاعة “فرانس إنفو” أن السلطات الأمنية اعتقلت الطلاب بعد اندلاع أحداث عنف تخللها إحراق سيارتين، والإضرار بالمباني العامة.

وواجهت الشرطة كما هائلا من الانتقادات شديدة اللهجة، حيث أجمعت كلها على أن تعامل العناصر الأمنية مع التلاميذ غير مقبول، ودخيل على المجتمع الفرنسي

ورد الأمن على هذه الانتقادات بالقول إنه وضع ‏الطلاب بهذا الشكل في انتظار وصول التعزيزات، مشددا على أن الهدف كان ضمان أمن الطلاب قبل كل شيء.

وقال المدعي العام في إفيلين إن الصور التي نشرت صادمة حقا لكنه اعتبر أن الشرطة كانت مضطرة إلى إيجاد طرق للتعامل مع العنف.

وتشهد فرنسا، منذ أيام، مظاهرات طلابية في عدد من المؤسسات التعليمية احتجاجا على غلاء المعيشة والإيجارات، وذلك سيرا على احتجاجات أصحاب “السترات الصفراء”، الأمر الذي أدى إلى توقيف نحو 700 طالب في كل أنحاء البلاد.

وكان رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب أعلن، الخميس، تعبئة استثنائية في صفوف قوات الأمن للتصدي لأعمال تخريب وعنف محتملة قد تندلع خلال احتجاجات “السترات الصفراء”، مشيرا إلى نشر 89 ألف شرطي وعربات مدرعة لم تستخدم منذ أعمال الشغب التي شهدتها ضواحي باريس في 2005.

إغلاق