الصحة والطب
المغرب يلجأ إلى “الدواء المعجزة” لعلاج كورونا.. معلومات يجب أن تعرفها عن الكلوروكين
وسجَّل المغرب أمس 58 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي للإصابات إلى 333، بالإضافة إلى تسجيل 11 حالة وفاة جديدة ليرتفع العدد إلى 21، فيما بلغ عدد حالات الإصابة التي تماثلت للشفاء من المرض 11 حالة.
وأوضح البروفيسور عبد الفتاح شكيب، الاختصاصي في الأمراض المعدية بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء أن الكلوروكين هو دواء يتم تسويقه واستعماله منذ سنة 1949، لأول مرة في الولايات المتحدة ثم في أوروبا، لعلاج الملاريا، مضيفاً: بعد ذلك، أدركنا أن الدواء يمكنه علاج أمراض أخرى مثل بعض أنواع الروماتيزم وأمراض المناعة الذاتية.
وقال إن الكلوروكين هو عقار أثبت، في نفس الوقت، نشاطاً مضاداً للفيروسات، لكنه للأسف لم يستخدم على نطاق واسع في الماضي لعلاج العديد من الفيروسات.
ورداً على سؤال هل يمكن اعتبار هذه المادة كدواء “معجزة” لعلاج فيروس كورونا؟، قال البروفيسور المغربي: نعم. بالفعل، أظهرت دراسة أولى، تم إجراؤها في هذا الصدد بالصين، أن الكلوروكين أثبت فعالية في علاج كوفيد-19. كما أجريت دراسات أخرى في فرنسا على المستوى الأوروبي. هناك أيضاً دول أخرى استخدمت هذه المادة، خاصة في تونس وبلدان أخرى.
وحول الآثار الجانبية لـ”الكلوروكين” قال طبيب الأمراض المعدي: بالنسبة للآثار الجانبية، يمكننا ذكر ما يدعى “متلازمة كيو تي الطويلة”، وهو اضطراب في نظم القلب قد يحدث لدى بعض الأشخاص. وينصح الناس بعدم تناول هذا الدواء إلا إذا وصفه الطبيب. وقبل تناوله، ينبغي على الطبيب إجراء تخطيط كهربائي لقلب المريض.
وأضاف: لكن، مثل الأدوية الأخرى، من المحتمل أن تكون له آثار جانبية طفيفة، لا سيما عند تناوله لفترة قصيرة، مثل تأثيره على الجهاز الهضمي (غثيان، قيء، آلام البطن، ضعف عضلي عابر).
وحول موقف دول العالم من علاج “الكلوروكين”، قال: في العالم، هناك موقفان. بعض الفرق وصفت الكلوروكين لجميع المرضى، كما هو الحال في الصين. ولم يعطه الفرنسيون سوى للأمراض الخطيرة. وفي المغرب، قررت اللجنة التقنية والعلمية بوزارة الصحة وصف الكلوروكين لجميع المرضى، وليس فقط للحالات الخطيرة.
ورداً على تشكيك الخبراء في فاعلية الكلوروكين، قال: في الواقع، لا يشك الاختصاصيون في نجاعة هذا الدواء، لأنه قد تم إثبات فعاليته داخل المختبرات. وتم إثبات فعاليته أيضاً مع جزء من المرضى في التجارب السريرية. ويرغب العلماء في إجراء تجارب سريرية مع عدد كبير من المرضى لمعرفة الآثار الجانبية لدى مليون أو مليوني شخص. باختصار، ليس هناك شك، بل بالأحرى نقاش بشأن تقديمه لجميع المرضى أو بعضهم وذلك بعد إجراء تجربة سريرية لمعرفة فعاليته ومقارنتها مع مجموعة نموذجية.
ورداً على سؤال هل يحتوي علاج (كوفيد-19) على الكلوروكين فقط؟، قال البروفيسور المغربي: لا يحتوي العلاج على الكلوروكين فقط. على سبيل المثال، بالنسبة للمصابين بأمراض خطيرة، سنستخدم الكلوروكين والأزيثروميسين، بالإضافة إلى دواء آخر مضاد للفيروسات يستخدم على نطاق واسع لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسبة “السيدا”.
لقد تم إثبات فعالية هذا الدواء في عدد من التجارب على أنه نشط ضد فيروسات متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد (السارس). سنلجأ أيضاً إلى استخدام المضادات الحيوية لأن كل الدراسات، التي أجريت في الصين وأوروبا، أظهرت أن بعض المرضى لديهم بعض المضاعفات المرتبطة بالبكتيريا، ما يتطلب في بعض الأحيان إضافة المضادات الحيوية.
ونفى وجود خطر في حال خلط الكلوروكين والأزيثروميسين، قائلاً: ليس هناك خطر. فريق مارسيليا (وحدة البروفيسور ديديي راوول) يستعمل كلا الدوائين. القلق الوحيد البسيط هو أنه إذا كان هناك مرضى يعانون من مشاكل في القلب والشرايين، فمن الضروري الانتباه إلى “متلازمة كيو تي” لأن كليهما يمكن أن يزيدا من “متلازمة كيو تي”.