مع اقتراب عيد الأضحى، تعود إلى الواجهة عصابات سرقة المواشي أو يعرف في اللغة العامية بـ”الفراقشية”، خاصة في القرى والمداشر المعروفة بنشاط تربية المواشي؛ فرغم المجهودات والحملات التي تقودها السلطات الأمنية من أجل محاصرة هذه العصابات والإيقاع بها، إلا أن هذا الأمر ما زال يشكل هاجسا كبيرا لدى العديد من مربي الماشية (الكسّابة) وكذا الأسر التي ينتابها الرعب من نشاط هذه العصابات خلال هذه الفترة من كل عام.
في هذا الإطار، قال محمد البردعي، “كساب” بإقليم الجديدة، إن “ظاهرة سرقة المواشي تعود إلى الواجهة بشكل لافت مع اقتراب عيد الأضحى، إذ تطرح هذه العصابات هاجسا وتخوفا كبيرين بالنسبة للفلاحين والكسابة خلال هذه الفترة من كل سنة”، مشيرا إلى أن “الكسابة، خاصة في البوادي والأرياف، يضطرون إلى التنسيق فيما بينهم من أجل الحراسة الليلية للقطعان والحظائر، خاصة وأنه معروف أن الفراقشية يمارسون نشاطهم الإجرامي تحت جنح الظلام”.
وأوضح البردعي، في تصريح لهسبريس، أن “المسؤولية الملقاة على عاتق العديد من الكسابة الذين يفضل المواطنون ترك أضاحيهم لديهم بعد شرائها إلى غاية ليلة عيد الأضحى، تفرض عليهم رفع مستوى اليقظة والحذر خلال الأيام التي تسبق حلول العيد وحراسة القطعان ولو بتعريض حياتهم للخطر، لأن الأمر ينطوي على مسؤولية عائلية أولا ومسؤولية أمام الآخر”.
وأضاف المتحدث أن “هذه الفترة تشكل مناسبة للكساب، خاصة الصغير، لبيع القطيع الذي سهر على تربيته وأنفق من أجله الكثير لتوفير ما يصرف به على عائلته في قادم الشهور التي تلي العيد، غير أن هذه العصابات المتخصصة تحاول استغلال ذلك من أجل ممارسة نشاطها الإجرامي بطرق وأساليب متعددة، بل إن منها من يستعمل السلاح الأبيص أثناء ممارسة أعمال السرقة. وبالتالي، فهي تشكل خطرا على الكساب وعلى الأمن الاجتماعي ككل”.
من جهته، قال محمد أنجار، فاعل جمعوي أحد ضحايا الفراقشية بإقليم تيزنيت، إن “سرقة المواشي لا تقتصر فقط على فترة من السنة دون غيرها، إلا أن الأمر يتحول مع اقتراب عيد الأضحى إلى ظاهرة مقلقة ومصدر رعب كبير بالنسبة للعديد من مربي الماشية وكذلك الأسر التي تكافح من أجل شراء الأضحية، خاصة في ظل غلاء الماشية والوضعية الاقتصادية، قبل أن تأتي هذه العصابات لتنغص عليها فرحة العيد بدون وجه حق”.
وأضاف الفاعل الجمعوي ذاته، في حديث مع هسبريس، أن “الخطير في هذه العصابات التي لا يتردد أفرادها في استعمال السلاح الأبيض كلما أحسوا بالخطر، أنها تستهدف مناطق بعينها، خاصة القروية منها، المعروفة بنشاط تربية الماشية من أجل العيد، غير أن ذلك لا يتم في الغالب إلا بالاستعانة ببعض المتعاونين والمتواطئين معها من أبناء هذه المناطق الذين يعرفون جيدا الكسابة والمسالك، لأنه من غير المعقول أن تأتي عصابة لا تعرف المنطقة وتنفذ السرقة دون وجود ضمانات بنجاح العملية”.
ودعا المتحدث إلى “تكثيف الحملات الأمنية الليلية والسدود الأمنية خلال هذا الشهر الذي يسبق هذه المناسبة الدينية، خاصة في المناطق الريفية التي تعد مجالا مفضلا لعصابات الفراقشية”، مسجلا في الوقت ذاته أن “السكان المحليين بدورهم يجب أن يساعدوا السلطات الأمنية في هذا الصدد من خلال الإبلاغ عن أي نشاطات مشبوهة؛ ذلك أن محاربة الجريمة بكل أشكالها مسؤولية الجميع، وليس فقط السلطات الأمنية”.
المصدر : هسبريس