أخبارالثقافة والفن

طلبة دكاترة يدرسون تاريخ وأنماط الخط الصحراوي عبر “المخطوطات الشنقيطية”

موعد جديد من تكوين طلبة دكاترة في الجامعات المغربية احتضنه مقر المعهد الملكي للبحث في تاريخ المغرب بالرباط، التابع لأكاديمية المملكة المغربية، في شراكة تجمع الأكاديمية ومركز جاك بيرك للأبحاث في العلوم الإنسانية والاجتماعية، ومؤسسة الملك عبد العزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والإنسانية بالدار البيضاء.

هذا المشروع المنطلق السنة الماضية، يهتم بـ”الاستخدامات الاجتماعية للكتاب المخطوط والمطبوع في الفضاء المعرفي التقليدي الممتد من المغرب إلى إفريقيا الغربية بين القرن 16 والقرن 21″، ويؤطرُ أحدثَ فعالياته، المنطلقة الثلاثاء، الخطاط والباحث محمدن أحمد سالم، الذي يرافق في الأيام المقبلة طلبة باحثين من جامعات مغربية متعددة، حول موضوع تاريخ وأنماط الخط الصحراوي في المخطوطات الشنقيطية.

وفي محاضرته الافتتاحية، ذكر محمدن أحمد سالم أن “دراسة الخطوط من الجوانب المهمة للدرس الكوديكولوجي”، لكن رغم أن “الخطوط المغربية” قد حظيت بدراسات، إلا أن “الخط الصحراوي” كان الاستثناء، علما أنه “خط مغربي، يحتاج مزيدا من الدراسة والبحث”.

وتابع: “لا تزال مميزات وخصائص هذا الخط بحاجة إلى تحديد، مقارنة بالخطوط المغربية الأخرى، وتحتفظ مكتبات الصحراء اليوم بعشرات أو مئات آلاف المخطوطات التي أغلبها مكتوب محليا بخط صحراوي”.

هذه المخطوطات المكتوبة بهذا الخط العربي، تتوزع على أماكن عدة ضمن المجال الصحراوي، وفق الباحث، هي: “الصحراء المغربية، وتندوف بالجزائر، وموريتانيا، وشمال مالي”، علما أن الرقعة الجغرافية التي انتشر فيها هذا الخط تشمل دولا عديدة، “حدها الشمالي الصحراء المغربية، في اتجاه جنوب شرق الجزائر، وكامل موريتانيا الحالية، وشمال مالي، وبعض المناطق من دولة النيجر”.

وزاد شارحا أن “مجال حضور هذا الخط يكاد ينطبق على المجال البيضاني؛ مجال انتشار شعب البيضان، الذي يستعمل اللهجة الحسانية، التي أتى بها عرب بني حسان، وهو مجال اكتسب خصوصيته التاريخية والاجتماعية من طبيعته الصحراوية؛ فهو مجال رعوي، أهله غالبا بدو رحل، مع اعتماد على التجارة وقليل من الزراعة والصيد، وتمازج فيه ما هو أمازيغي وعربي وسوداني، ونتجت عن ذلك عادات وتقاليد مشتركة (…) أهلها كانوا واعين بهذه الخصوصية والتميز”.

تجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع التكويني، الذي من المقرر أن يمتد بين سنة 2023 وسنة 2026، قد برمج، وفق ما سبق أن قاله أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية عبد الجليل لحجمري، “حلقات دراسية، وورشات علمية وتأهيلية لفائدة الطلبة الدكاترة، والمختصين في علم المخطوطات”، لا تقتصر الاستفادة منها على المغرب، بل تمتد إلى دول من بينها موريتانيا والسنغال.

كما سبق أن وضح محمد الصغير جنجار، المسؤول السابق بمؤسسة الملك عبد العزيز للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية عضو أكاديمية المملكة المغربية، أن هذا البرنامج العلمي يأتي بـ”مقاربة جديدة” للتراث المخطوط والمطبوع في فضاء الغرب الإسلامي والصحراء الغربية وإفريقيا جنوب الصحراء، “لا تكتفي بدراسة المحتويات، بل تُدخِل جرعة أنثروبولوجية للكِتاب بوصفه بضاعة تَرحل وتُتداول وتصنع، ولها فاعلون، سواء من يَخُطُّون، أو يحملون، أو يعيدون الإنتاج، أو يرحلون بها (…) وبوصف المخطوط أداة من أدوات التبادل الحضاري والمعرفي (…) حتى لا نكتفي بدراسة مضامين النصوص، ودراسة الزخرفة والمداد”.

المصدر : هسبريس

إغلاق