سياسة وعلاقات دولية

موريتانيا : المعارضة الموريتانية تتبرأ من ترشيح ولد محمد للأغظف

استمر الجدل ساخناً أمس في منصات التواصل الاجتماعي وعبر الصحافة، حول الخبر الذي سربته وكالة «الأخبار» المحسوبة على إخوان موريتانيا، بخصوص إدراج المعارضة الموريتانية اسم الوزير مولاي ولد محمد الأغظف المعزول حالياً بعد أن كان من أبرز معاوني الرئيس ولد عبد العزيز، ضمن قائمة ستختار منها المعارضة مرشحها الموحد لانتخابات 2019 الرئاسية.
وتبرأت المعارضة الموريتانية في بيان وزعته أمس من ترشيحها للأغظف الذي تعتبره «رمزاً من رموز النظام الذي حكم موريتانيا منذ انقلاب 2008».
وأكدت «أن جهات إعلامية نشرت خبراً مفاده أن المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة أدرج اسم أحد رموز الموالاة ضمن لائحة مزعومة لمرشحيه المحتملين للانتخابات الرئاسية المقبلة، وبهذا الخصوص، نؤكد هنا أن هذا الخبر عار من الصحة تماما، و أن المنتدى لم ينه لحد اليوم إعداد لائحة الترشيح للاستحقاق المذكور، كما لم يناقش إعدادها قط».
ودعت المعارضة «المؤسسات الإعلامية بالاستعلام لدى جهات المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المخولة بذلك قبل نشر أي خبر يخص هذا المنتدى وذلك للتأكد من صحته».
ونفي صالح ولد حننه القيادي في منتدى المعارضة أمس «أن يكون قادة المعارضة يسعون إلى ترشيح الوزير المقال مولاي ولد محمد الأغظف».
وقال «ما تم تداوله بشأن ترشيح ولد محمد الأغظف عار من الصحة».
وفي تحليل لأبعاد الخبر الخاص بترشيح الأغظف لانتخابات الرئاسة المقبلة نقلت صحيفة «تقدمي» الاستقصائية عن مصادر متطابقة «أن الخبر تم تسريبه من طرف رئيس الوزراء الحالي يحيى ولد حدمين الذي تربطه علاقات قوية ببعض القائمين على” وكالة الأخبار“، و قد تم انتقاء وسيلة الإعلام التي تم تسريب الخبر بعناية، حيث أنها محسوبة على حزب «تواصل» الإسلامي الذي هو عضو في المنتدى المعارض، كما أنها تحظى باحترام الرأي العام، مما يجعل من المستبعد أن تكون مظنة لخدمة أجندة النظام».
وتابعت «تقدمي» تحليلها بالقول «المعلومة المغلوطة التي سرّبها ولد حدمين كان الهدف منها ضرب عصفورين بحجر واحد، أولهما غريمه مولاي ولد محمد الأغظف، الذي لا يزال يتوجس خوفاً من عودته للسلطة والنفوذ.. والعصفور الثاني هو مصداقية منتدى الديمقراطية والفتّ في أعضاد أنصارها المعارضين، بإيهامهم أنها ترشح رمزاً من رموز نظام ولد عبد العزيز والانقلاب الذي قاده على الديمقراطية، وقد انجلت ردة الفعل السلبية على ذلك من خلال تدوينات نشطاء المعارضة على شبكات التواصل الاجتماعي».
«المراقبون، تضيف «تقدمي»، يعتبرون أن الإشاعة قد تكون أيضاً مجرد بالون اختبار استخباراتي، لمعرفة مدى قبول ولد محمد الأغظف في أوساط المعارضة، حيث لا يستبعد أن يكون الأغظف مرشح ولد عبد العزيز الذي افتعل الخلاف معه، لاتخاذه حصان طروادة يخترق به قلاع المعارضة».
وأضافت «غير أن البالون التحسسي انفجر بشكة سريعة من إبرة تكذيب المنتدى له؛ وقد وجدت هذه الإشاعة غير البريئة فرصة للتصديق بسبب أن مولاي ولد محمد الأغظف قد لا يكون بالغ الشيطنة في رأي المنتدى، الذي رأي فيه دائما إنسانا وسطياً، يمكن التعامل معه، ممن لا يجعل ضمه لقائمة مرشحيه أمراً متعذراً وإن كان متعسراً، وضارّا بمصداقية المنتدى كإطار معارض، وكتشكيلة أفرزتها جبهة الدفاع عن الديمقراطية التي كانت ردة فعل على انقلاب كان ولد محمد الأغظف من رموزه».
«وكانت إشاعة سابقة لم تتأكد، تضيف الصحيفة، قد تحدثت عن لقاء جمع رئيس الوزراء الأسبق يحي ولد الوقف رئيس لجنة الترشحات لانتخابات 2019 في منتدى المعارضة، برئيس الوزراء السابق مولاي ولد محمد الأغظف بعد إقالته، مما يمنح الإشاعة الجديدة حياة ونَفَساً».
وأكد «تقدمي» في تحليلها «أن تسريب الخبر المكذوب حركة ماكرة من حيث المقدمات التي سبقتها، من إشاعات مساعدة، وبالنظر لتمريرها من خلال إعلام محسوب على قوى معارضة، والتوقيت الذي كان دقيقا، غير أن الشائعة رغم إحكامها كانت فقاعة صابون لم تصمد طويلاً».

إغلاق