سياسة وعلاقات دولية

هذه قصة ترؤس الحسن الثاني للجنة القدس في مؤتمر القمة الإسلامي بجدة

تأسست لجنة القدس خلال المؤتمر الإسلامي السادس المنعقد بجدة سنة 1975، وتضم اللجنة التي يرأسها الملك الحسن الثاني، المملكة العربية السعودية، وبنغلاديش، وغينيا، وأندونيسيا، وإيران، والنيجر، والأردن، ولبنان، والمغرب، وباكستان، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والسنغال، والعراق، وسوريا، وموريتانيا.

وقد عهد إلى الحسن الثاني برئاسة هذه اللجنة، خلال المؤتمر العاشر لوزارة خارجية الدول الإسلامية المجتمع بفاس في ماي 1979، وتحددت هذه الرئاسة منذ ذلك الوقت من طرف مؤتمري الطائف والكويت، ولا شك أن هذه المسؤولية جسيمة، بالنظر إلى وضع القدس والمؤامرات الصهيونية التي تستهدفها…

وتتمثل المهمة الرسمية للبعثة في وضع خطة إسلامية شاملة لتطهير القدس، واتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة المحاولات الإسرائيلية لطمس الطابع الأصلي للمدينة المقدسة…

وقد عقدت لجنة القدس دورتها الأولى يومي 2 و3 يوليوز 1970 بفاس برئاسة جلالة الملك لتحدد التحركات المهمة لهذه اللجنة في تلك المرحلة الدقيقة التي تجتازها لجنة القدس الشريف والقضية الفلسطينية، فأوصت على الخصوص بدعوة مجلس الأمن إلى اتخاذ إجراءات عملية تكفل تحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني وتوقف العدوان المستمر على مدينة القدس الشريف، والأراضي الفلسطينية والعربية الأخرى المحتلة، كما أوصت بإرسال وفد على مستوى عال لزيارة حاضرة الفاتكان والمواضع الدينية المسيحية الدولية الأخرى ليعرض عليها قضية القدس الشريف والأوضاع الخطيرة في الأراضي الفلسطينية والعربية.

وكرئيس لمؤتمر القمة العربي ولجنة القدس، استدعى الملك ساعتها لجنة القدس إلى عقد دورتها الثامنة في نيويورك بتاريخ 30 شتنبر 1983، في الوقت الذي كانت الجمعية العامة للأمم المتحدة تعقد دورتها الثامنة والثلاثين، وذلك حتى يتسنى التعريف أكثر بانشغالات الأمة العربية والإسلامية.

وعقدت لجنة القدس، بدعوة من الحسن الثاني دورة استثنائية، يومي 19 و20 أبريل 1984 ناقشت خلالها المخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد مدينة القدس، وإخلاء أهلها العرب من مسلمين ومسيحيين، ومحاولات إسرائيل الضغط على بعض الدول لنقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس…

كما قررت اللجنة خلال هذا الاجتماع قطع العلاقات الدبلوماسية فورا مع كوستريكا والسالفادور، وموصية بتكثيف الاتصالات مع الفاتيكان، وحثها على اتخاذ موقف صريح ومعلن من الإجراءات الإسرائيلية في القدس…

وخصصت اللجنة يوم 18 ماي 1984، في جميع الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، يوما للقدس تُخصص خطب الجمعة فيه للتنديد بالأعمال العدوانية التي تمارسها إسرائيل ضد القدس الشريف.

واجتمعت لجنة القدس بمراكش في بداية 1986 بعد محاولات التدنيس التي تعرض لها المسجد الأقصى من قبل أعضاء من الكنيست الإسرائيلي، لتدين هذه الأعمال وتبحث عن الوسائل الكفيلة بردع الصهاينة.

وتواصلت اجتماعات لجنة القدس بالمغرب لتخطيط سياسة منظمة المؤتمر الإسلامي بخصوص المحافظة على الطابع العربي والإسلامي والمعالم التاريخية والحضارية لمدينة القدس الشريف، وبالتالي، العمل على رفع معنويات المواطنين الفلسطينيين الموجودين بالمدينة المقدسة وحماية مصالحهم.

وعقدت لجنة القدس يومي 11 و12 مارس بمراكش دورتها الثانية، تلتها دورة طارئة في غشت 1980 برئاسة الملك، حيث دعت هذه الدورة على الخصوص الدول العربية والإسلامية استخدام جميع طاقاتها وإمكانياتها مع جميع الدول التي تتعامل مع قرار إسرائيل بضم القدس أو تؤيده أو تشجعه، أو تساعد على تنفيذه بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وتكوين لجنة تضم الرئيسين الراحلين الغيني، أحمد سكتوري، والبنغالي ضياء الرحمن، للعمل إلى جانب الملك في الاتصالات التي يرى إجراءها للعمل على مواجهة التطورات المستجدة في قضية القدس الشريف، وطبقا لتوصية تمت المصادقة عليها خلال هذا الاجتماع قام الحسن الثاني بزيارة إلى فرنسا والفاتكان، عرض خلالها وجهة النظر الإسلامية بشأن وضع القدس وناشد المجموعة الأوروبية تأييد حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة فوق ترابه الوطني…

وخلال الفترة ما بين 18و20 شتنبر1980 انعقدت بمدينة فاس دورة طارئة لوزراء خارجية الدول الإسلامية كلفت اللجنة بإعداد استراتيجية شمولية لتعبئة كل طاقات الدول الإسلامية لمواجهة الاعتداء الصهيوني على القدس، وقد صادق على هذه الاستراتيجية مؤتمر القمة الإسلامي المنعقد في يناير 1981 بالطائف الذي أعاد انتخاب لملك من جديد بالإجماع على رأس لجنة القدس.

 (اليوم 24)
إغلاق