سياسة وعلاقات دولية
نقطة نظام.. جريمة في حق السياسة!
ما قاله رئيس الحكومة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سعد الدين العثماني، السبت، في لقاء حزبي، ينبغي ألا يمرّ مرور الكرام.
هذا رئيس الجهاز التنفيذي، والرجل الثاني في الدولة، والذي يفترض أنه يخرج من صناديق الاقتراع ليجسد إرادة المواطنين، يتحدث عن خصومه السياسيين الذين يوزعون المساعدات الاجتماعية لجلب الأصوات.
تفرّج الجميع، خلال شهر رمضان الماضي، على فصول الصراعات والفضائح التي تفجّرت على هامش توزيع مسؤولين ومقربين من حزب مشارك في الحكومة شاحنات من المساعدات الاجتماعية.
قد يقول قائل إن «الجميع» يفعل ذلك. وربما يكون ذلك صحيحا، لكن أحزاب العالم كلها تمد أذرعها داخل الحقل الاجتماعي عبر جمعيات وهيئات مدنية، لكن ما عشناه هنا في المغرب هو كتابات جهوية وإقليمية ومحلية تضع لوائح أشخاص، ثم تدعوهم لتسلّم «قفة» المساعدة الاجتماعية.
إذا كان رئيس الحكومة نفسه ينتظر فرصة مناسبة خطابية لرفع عقيرته بالشكوى، فما بالك بمن لا سلطة لهم ولا موقع للدفاع عن نبل السياسة وحمايتها من سلطة المال؟
إن ما يقع تحت نظر، وربما، بتواطؤ الجميع، جريمة في حق السياسة التي قيل يوما إنها صراع للأفكار والبرامج، وليست سوقا لشراء الناخبين.