ثقافة وادب وفنونسلايد 1

الفن السابع والقضية الوطنية .. أدوار للكاميرا في التوعية التاريخية

تطرح التّطوّرات الراهنة في الأقاليم الجنوبيّة للمملكة، وما ترافقها من أسئلة حول تفاصيل القضية، سؤال دور السينما في التعريف بالقضايا الوطنيّة للبلاد، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربيّة.

وفي لائحة الإنتاجات السينمائية المغربية نادرا ما نجد أفلاما تستقي قصصها من الإشكال التاريخي في الأقاليم الجنوبية، ومن بين هذه العناوين القليلة فيلم المخرج المغربيّ يوسف بريطل “المسيرة الخضراء”.

ويشدّد المخرج يوسف بريطل، على أهمية السينما في التعريف بالقضايا الكبرى للوطن لدى الأجيال الصاعدة، والتوعية بها خارج البلاد.

وجوابا عن مقصد إخراجه فيلما حول المسيرة الخضراء، عاد بريطل إلى أوّل شريط قصير أخرجه وحصل به على جائزة المسابقة الوطنية للمركز السينمائي المغربيّ، سنة 2004، حيث كانت شخصيّته الرئيسية مشاركة في المسيرة الخضراء.

ويزيد المخرج ذاته قائلا: “منذ صغري كان أبي مغربيّا قحّا، وربّى فينا الانشغال بالقضايا الكبرى لدولتنا، وحبّ الوطن، والصحراء المغربية. ولهذا كنتُ أفكّر دائما في إخراج فيلم حول المسيرة الخضراء”.

ويضيف “بعد بحث كبير، وكتابة، وإعداد فكرة وعرضها على الأصدقاء، وتعاون مؤرّخين، ولقاء مشاركين في المسيرة، أعددت فيلما يوصل فكرة المسيرة الخضراء لنا وللأجيال القادمة، خاصة مع النّقص الذي نعرفه، مع الأسف، في هذا الميدان”.

وعن الحاجة إلى مثل هذه الإنتاجات السينمائية، يشدّد بريطل على ضرورتها، خاصة مع “مرور الزمن وتطوّر العصر”، حيث “لا يجب أن نقتصر على الصور الأرشيفية للمسيرة الخضراء، فالفيلم إذا كان موثّقا، وشارك في ضبط أحداثه مؤرّخون، مع المخرجين وكتّاب السيناريو، يمكن أن يشكّل وثيقة تاريخيّة بدوره”.

ويسترسل المخرج موضّحا: “يقال إنّ صورةً أحسن من 1000 كلمة، فما بالك بفيلم فيه ساعة ونصف أو ساعتان، يمكن أن يصل إلى المغاربة، وإلى خارج المغرب”، وقدّم مثالا على ذلك بشريطه السينمائي الطويل، الذي شاهده الملايين عبر العالَم، إذ “في الهند وحدها شاهده 16 مليون مشاهد، بعد عرضه في ثماني مدن، كما عرض في مختلف العواصم الأوروبية، أمام جمهور لَم يكن يعرف ما المسيرة الخضراء”.

وانطلاقا من هذا الإشعاع الجماهيريّ للأفلام، يقول بريطل: “واجب علينا أن نخرج أفلاما، خاصة مع ما يحدث حاليا. لنَنظُر كيف يعرف الجميع حرب الفيتنام، ومالكوم إكس، وتاريخ الرومان وميثولوجْياهم عبر الأفلام”.

ويؤكّد المخرج أنّ “السينما سلاح، مثل الطائرة التي تدافع عن الوطن”. ثم يزيد قائلا: “كل مغربي عليه أن يساهم في القضية، فلا يمكن أن نخرج كمدنيين مع القوات المسلحة، ولكن يجب أن نُسهِم، عبر الأفلام والتوعية، في بيان حقيقة العصابات التي تنهب وتقطع الطريق في الكركرات، وننتِج أفلاما، ليس عن المسيرة الخضراء فقط، بل عن التاريخ المغربيّ قبل الاستعمار الإسباني، ونعود إلى ذلك التاريخ الحقيقي الواسع، الذي يغيب عن الناس، ونحكي عن المغرب الأكبر، وعن الصحراويين المغاربة الحقيقيين، وعن تاريخنا”.

المصدر: هسبريس

إغلاق