سياسة وعلاقات دولية
تسلّح جيش المغرب بصواريخ أمريكية مضادة للسفن يثير خوف الإسبان
أثار تسلح المغرب بصواريخ أمريكية متطورة مضادة للسفن من نوع “هاربون بلوك 2″، لحماية مياهه الإقليمية، انزعاجاً إسبانياً، خصوصا أن الصفقة تأتي في ظل عدم توصل الرباط ومدريد إلى حلول حول الثروات البحرية بالمنطقة الاقتصادية التي رسمتها المملكة.
أول رد فعل على التسلح المغربي جاء من حزب “اسيودادنوس” الإسباني، غير الممثل في الحكومة، الذي قام بتوجيه مراسلة رسمية إلى الكونغرس الأمريكي لوقف بيع 10 صواريخ مضادة للسفن من طراز AGM-84L Harpoon Block II، بالإضافة إلى معدات عسكرية ذات الصلة بقيمة مالية تبلغ 62 مليون دولار، للمغرب.
وفي وقت الذي تمر إسبانيا بأزمة كبيرة مرتبطة بتداعيات فيروس كورونا، فضل حزب “اسيودادانس” من خلال نائبه في البرلمان الأوروبي المكلف بالعلاقات الخارجية، رامون باوسا، مراسلة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ورئيس لجنة العلاقات في مجلس النواب الأمريكيين، لمطالبتهما بمعارضة الصفقة العسكرية، مبرراً ذلك بتأثيرها على الأمن القومي الإسباني.
وزعم المصدر ذاته، في رسالته التي نقلتها منابر إعلامية إسبانية، أن الصواريخ الأمريكية “تشكل خطرا على إسبانيا وتؤثر سلبا على استقرار مضيق جبل طارق الإستراتيجي”. كما عبر الحزب الإسباني عن انزعاجه من تكثيف المغرب منظومته الدفاعية مؤخراً وشرائه أسلحة متطورة.
واعتبر رامون باوسا، العضو في حزب اسيودادانس، أن “المغرب يستغل ضعف حكومة سانشيز لتعزيز مصالحه”، وشدد على ضرورة ألا تتجاهل إسبانيا مصالحها الدولية، وأكد أهمية “الحفاظ على الميزة الإستراتيجية للقوات المسلحة الإسبانية”.
ويضغط الحزب الإسباني على حكومة مدريد، داعياً إياها إلى التحرك بشكل مستعجل ضد تسلح المغرب بهذا النوع من الصواريخ، وقال: “إذا لم تدافع الحكومة عن مصالح إسبانيا فستعين علينا القيام بذلك بأنفسنا.. يستمر التوتر، وقد بدأ للتو”.
ولم تتردد المصادر الإسبانية في التعبير عن انزعاجها من رفع المغرب ميزانية الدفاع سنة 2020، مشيرة إلى زيادة المملكة في ميزانيتها الدفاعية لهذا العام بنسبة 30 بالمائة وبمعدل إنفاق يتجاوز 3 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي على هذا القطاع، مقارنة بأقل من 1 في المائة تستثمرها إسبانيا.
وكانت إسبانيا عبرت عن انزعاجها ورفضها القانون الذي صادق عليه المغرب ويعطي الحقوق الحصرية والسيادية للدولة المغربية في منطقة الجرف القاري على قعر البحار وباطن أرضها، “بغرض استكشاف واستغلال مواردها الطبيعية المعدنية والأحفورية والبيولوجية”، ما يعد من بين أبرز المشاكل التي أثيرت بين البلدين.
وأكدت الولايات المتحدة الأمريكية أن البيع المقترح للصواريخ سيزيد من قدرات القوات البحرية المغربية، وأشارت إلى أن المغرب يعتزم استخدام هذه الصواريخ على طائراته المقاتلة F-16 متعددة المهام، وذلك لتعزيز قدرات المملكة في الدفاع الفعال عن الممرات البحرية الحرجة.
وكالة التعاون الأمني الدفاعي الأمريكية أوضحت أن القوات المسلحة الملكية لن تجد صعوبة في استيعاب هذه الصواريخ المتطورة بالنظر إلى قدرات المؤسسة العسكرية المغربية العالية.
وتشير المواقع المتخصصة في الشؤون العسكرية إلى أن صاروخ Harpoon يعد أكثر الصواريخ المضادة للسفن شهرة في العالم، ويتم استخدامه من قبل القوات المسلحة لأكثر من 30 دولة.