سياسة وعلاقات دولية
”الأمعاء الفارغة” تشدّ الحبل بين “السّجون” وعائلات معتقلي “الرّيف”
في وقتٍ يؤكّد نشطاء حقوقيون خوْضَ عدد من معتقلين حراك الرّيف “معركة الأمعاء الفارغة”، ما أدّى إلى تدهور وضعهم الصّحي، أوضحت المندوبية العامة لإدارة للسّجون أنّ المعتقلين المعنيين بخطوة الإضراب “يتسلمان بانتظام وجباتهما الغذائية ويستقبلان زيارات عائلتيهما في ظروف عادية”.
وكان نشطاء مغاربة أكّدوا في تصريحات أن عددا من معتقلي “حراك الرّيف” يخوضون “معركة الأمعاء الفارغة” من داخل زنازينهم بعدد من سجون المملكة؛ ويؤكّدون أنّ هذه الخطوة تأتي في ظل غيابِ إشاراتٍ رسمية تسيرُ في اتجاه طيّ نهائي لملف حراك الرّيف، الذي من المرتقب أن يدخل مراحل جديدة مع انطلاق جلسات الاستئناف.
وأكّدت إدارة السجن المحلي طنجة 2 أن السّجينين ربيع الأبلق وكريم أمغار، اللذين تدعي عائلتاهما دخولهما في إضراب عن الطعام، لم يسبق لهما أن تقدما بأيّ إشعار لإدارة المؤسسة بهذا الخصوص، مضيفة أنّها “حرصت على تخصيص متابعة طبية للسجينين، إلا أنهما يرفضان الخضوع لعملية قياس المؤشرات الحيوية الخاصة بهما من أجل التأكد من خوضهما لإضراب عن الطعام”.
وأوضحت إدارة السّجن أنّ “السجينين يتسلمان بانتظام وجباتهما الغذائية ويستقبلان زيارات عائلتيهما في ظروف عادية”.
وفي السّياق، قال عبد الله الغلبزوري، حقوقي مقرّب من عائلات المعتقلين، إنّ “مندوبية السّجون نفت أكثر من مرّة إضراب ربيع الأبلق عن الطعام، لكنها في النهاية أخرجته إلى المستشفى في حالة صحية متردية واستعانت بأكثر من جهة قصد إقناعه بإيقاف إضرابه عن الطعام”.
وأضاف الحقوقي ذاته: “ما حدث مع ربيع الأبلق حدث مع معتقلين آخرين، إذ أنكرت المندوبية إضرابهم عن الطعام، في وقت زارهم محاموهم وأفراد من عائلاتهم وكذلك ممثلون عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وتبين فعليا أنهم كانوا في إضراب عن الطعام”.
وزاد المصدر نفسه: “لا أحد يُريد أن يموت مضربا؛ لكن الإحساس بالظلم وانسداد أفق إنصافهم يجعلون يتخذون خطوات نضالية مختلفة، ولعل الخطوة النضالية الوحيدة المسموعة من داخل السجن هي الإضراب عن الطعام، إذ لا خطوة أخرى يمكن أن يكون لها صدى”.
وحمّل المصرّح مسؤولية الحفاظ على حياة هؤلاء المعتقلين للدّولة؛ “لأن المندوبية مجرد مؤسسة من بين مؤسسات كثيرة كان لها يد في اعتقال ومحاكمة وتلفيق تهم لهؤلاء المعتقلين”، داعياً الملك بصفته رئيسا للدولة إلى “عدم الإنصات إلى مسؤولي السوء ممن يظهر النصيحة الحسنة وهو يبطن الشر بنا جميعا”.