سياسة وعلاقات دولية
معهد الآثار المغربي يواكب الاكتشافات الإفريقية بمختبرين علميين متطورين
مختبر هو الأول من نوعه إفريقيًّا من حيث المواصفات من المرتقب أن يفتتح بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث بالرباط، لتحليل الحمض النووي الأحفوري للحفريات التي تعود للكائنات الحية بالمغرب وباقي أنحاء القارة.
يأتي هذا في إطار عمل مستمر لإعادة هيكلة المعهد المغربي للآثار، من بين أوجهه التي كشفها لهسبريس عالم الآثار عبد الجليل بوزوكار افتتاح مختبر ثان في الأسابيع المقبلة خاص بالتأريخ الكرونولوجي للاكتشافات الأركيولوجية.
وفي تصريح للجريدة الإلكترونية، قال عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، إن المغرب “يشهد تراكما للاكتشافات الأثرية، لا سيما التي تخص البقايا العظمية للإنسان؛ وهو ما ساهم بشكل كبير في معرفة تاريخ الأنشطة البشرية في إفريقيا والعالم”.
وأضاف بوزوكار: “إفريقيا هي مهد البشرية، واكتشافات المغرب ساهمت بشكل كبير في التعريف والتعرف خاصة على فترة الإنسان العاقل”، كما أنه بتافوغالت بالبلاد “تعرفنا انطلاقا من هياكلها العظمية على أقدم حمض نووي أحفوري بإفريقيا”.
وتابع عالم الآثار المغربي: “هذا التراكم يجعل المغرب هو المؤهل أكثر ليكون به مختبر، حان وقته، لا لتحليل البقايا العظمية بالمغرب فقط، بل مفتوح أيضا على باقي الدول الإفريقية ولقاها”، بهدف أكبر هو “التعرف على التسلسل الجيني للإنسان القديم بالقارة الإفريقية”.
ووضح المتحدث ذاته أن “المختبر بشكله هذا، سيكون الأول من نوعه في إفريقيا؛ لأن إعداده يتم بمواصفات عالمية، وهو مفتوح على قارة بأكملها، وسيكون مركزا لتدريب طلبة من المغرب وباقي دول القارة”.
وزاد: “لا يوجد فقط تراكم في الاكتشافات بل تراكم في المعرفة أيضا، نجده فيما يخص العمليات المخبرية بمراكز أبحاث تابعة للدرك الملكي. ونشكر الباحثين المختصين المشتغلين في إطارها على مساعدتنا في وضع اللبنات الأولى بالمختبر، وهم ملتحقون بنا حاليا، فنصف عملهم في مختبراتهم الأصلية والنصف الثاني في المعهد، ويسهمون أيضا في التدريس والتأطير”.
أما بالنسبة لـ”مختبر التأريخات”، فذكر مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أنه “سيضبط به العمر، ويساعد في وضع الكرونولوجيا”، وهو ثمرة “تعاون كبير يجمع المعهد وجامعات مغربية بتعاون دائما مع مراكز البحث المختصة في الدرك الملكي، في إطار تعاون بين الوزارة الوصية على قطاع الثقافة وإدارة الدفاع الوطني”.
ثم أردف قائلا: “وزارة الشباب والثقافة والتواصل قد وضعت كل الإمكانيات رهن إشارة المعهد، ونحن في إطار إعادة هيكلة كلية، ليس في التركيبة البشرية فقط؛ بل فيما يتعلق بالبناية أيضا لتوفير المكان الذي ستنشأ فيه مختبرات أخرى مستقبلا”.