سياسة وعلاقات دولية
لأول مرة .. المغرب يحتضن ملتقى عالميا لتطوير المنظومة السككية
بحضور خبراء دوليين في المجال السّككي، انطلقت الدورة الخامسة للمؤتمر العالمي للاتحاد الدولي للسكك الحديدية حول التكوين السككي، صباح الأربعاء، بمشاركة 250 مؤتمراً من 30 دولة من القارات الخمس، وذلك تحت شعار “تثمين التعليم والتكوين المهني بالقطاع وتطوير المنظومة السككية”.
وهذه المرة الأولى التي تنعقد فيها الدّورة الدّولية للسكك الحديدية، التي ينظّمها المكتب الوطني للسكك الحديدية بتعاون مع الاتحاد الدولي للسكك الحديدية ومعهد التكوين السككي والمدرسة المحمدية للمهندسين، في القارة الإفريقية، بحضور مسؤولين وخبراء سككيين ومصنعين وأساتذة جامعيين وباحثين.
وشهد الحفل الافتتاحي للدّورة الدّولية مشاركة كل من عبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، وجيانلويدجي فيطوريو كاستيلي، رئيس الاتحاد الدولي للسّكك الحديدية، ورئيس الشبكة الحديدية الإيطالية، ومحمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، ورئيس الاتحاد الدولي للسكك الحديدية فرع إفريقيا، ورئيس اللجنة المغاربية للنقل السككي، ومسؤولين وممثلين عن مختلف الوزارات والقطاعات.
وفي هذا السّياق، أكد عبد القادر عمارة، وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء، في كلمة افتتاحية، أنّها “المرة الأولى التي يعقد فيها المؤتمر الدولي للسكك الحديدة خارج أوروبا”، مشيدًا باختيار المملكة لاحتضان أشغال هذا الملتقى العالمي من بين خمسة منافسين آخرين، معتبرا ذلك “يعطي فكرة حول السّمعة الطيبة للسّكك الحديدية المغربية على المستوى الدولي”.
وأشار المسؤول الحكومي في كلمته إلى أنّ “المغرب يشهد تطوراً كبيراً على مستوى البينات التحتية، وسيعملُ على الحفاظ على هذا الزّخم من حيث تأهيل السّكك الحديدية والموانئ والطرق السّيارة”، مؤكداً أنّ “المغرب أطلق استثمارات ضخمة من أجل تسهيل تنقل المغاربة عبر مدن المملكة”.
من جانبه، دعا محمد ربيع الخليع، المدير العام للمكتب الوطني للسكك الحديدية، إلى “الاهتمام بالعنصر البشري داخل قطاع السّكك الحديدية من خلال تأهيله معرفياً عبر خوض تكوينات مستمرة”، مبرزاً أنّ “منظومة التكوين بالقطاع السككي المغربي قد كانت محط عملية واسعة وعميقة لمراجعتها والنهوض بها في إطار الاستراتيجية التنموية المسطرة للقطاع”.
وأورد الخليع متحدثاً أمام الوفود المشاركة في الملتقى الدّولي أنّ “المغرب يتوفّر على معهد التكوين السككي الذي يقوم بتكوين سككيين مغاربة وفرنسيين، بحيث يضمّ خبراء وباحثين ينقلون خبراتهم للجيل الجديد الذي يجب ملاءمته بالتكنولوجيا العصرية”، مؤكداً أنّ “هناك وعيا بضرورة تأهيل العنصر البشري”.
وزاد المسؤول ذاته أنّ “تحديث مراكز التكوين المتواجدة وإنشاء معهد التكوين السككي من الجيل الجديد، بشراكة مع الشركة الوطنية للسكك الحديدية الفرنسية، وتطوير مفهوم إدارة المعرفة ونقل الخبرات وتدبير المهارات ورقمنة الخدمات، كلّها أوراش شملتها السياسة الجديدة للتكوين في انسجام تام مع الجهود الوطنية المبذولة في هذا المجال”.
وقال الخليع إنّ “المكتب الوطني يطمح في المدى المتوسط، بتعاون مع مختلف الفاعلين، إلى خلق أكاديمية سككية إفريقية من شأنها أن تشكل تحولاً جذرياً للمنظومة الصناعية السككية بهذه القارة”.
وفي كلمته، قال جيانلويدجي فيطوريو كاستيلي، رئيس الاتحاد الدولي للسّكك الحديدية رئيس الشبكة الحديدية الإيطالية، إنّ “القطاع السّككي العالمي يشهد تغيرات متزايدة بسبب الثورة التكنولوجية التي غيّرت المنظومة الإدارية والتقنية للسّكك الحديدية”، مشيداً بـ”التطور الكبير الذي شهدته البنيات التحتية المغربية من حيث تأهيلها وتطويرها”.
وأضاف المسؤول الإيطالي أنّ “الملتقى يشكّل فرصة سانحة لتقاسم الخبرات والممارسات الجيدة والمقاربات الناجعة في مجال التكوين السككي وتنمية مهارات الموارد البشرية، وكذا لبسط مختلف التجارب واستعراض النماذج المعتمدة والفرص التي من شأنها الارتقاء بالتكوين عبر تحقيق إدماج للتقنيات الحديثة وللأنظمة المبتكرة في ظل التحول الرقمي السّريع”.
وقد أجمع المتدخلون على الأهمية الخاصة لتكوين المتعاونين في مختلف المهن السككية، باعتباره رافعة استراتيجية لا محيد عنها لتطوير هذا القطاع الحيوي، كما أكّد المنظمون أنّ النموذج المغربي الذي تم تقاسمه أبان عن المكانة الرئيسية التي تبوأتها سياسة تكوين العنصر البشري في قلب التحولات الكبرى التي طبعت القطاع ببلادنا.
وشدّد المنظمون على أنّ “هذا المجهود تخطّى الحدود الجغرافية لتقاسم التجربة السككية المغربية مع البلدان الإفريقية، من خلال الحرص على تنظيم دورات تكوينية لفائدة أطر ومسؤولي الشبكات الإفريقية، التي عرفت خلال السنوات الخمس الماضية مشاركة 250 مسؤولا سككيا يمثلون 15 شبكة، مع تعبئة 150 خبيرا مغربيا سهروا على هذه الدورات التأطيرية”.
(هسبريس)