أخبارمقالات وبحوث
أسود الأطلسي أبطال العرب
بقلم: الدكتور يوسف العميري
استطاع المنتخب المغربي لكرة القدم أن يثبت ذاته بقوة، بعدما تأهل عن جدارة إلى الدور الثاني من نهائيات كأس العالم، مونديال قطر 2022، ليكون ممثل العرب الوحيد، بعد الخروج المشرف، الذي يمكنني أن أصفه بخروج الأبطال لكل من المنتخب السعودي وشقيقه التونسي، فيما اكتفى المنتخب القطري بالدور الأول، وهو الأمر الذي لم يؤثر في الصورة الحضارية المبهرة التي قدمتها دولة قطر كمنظم لأهم حدث عالمي خاص بالساحرة المستديرة.
تأهل المغرب لم يكن حدثا عاديا، فأسود الأطلس فرضوا زعامتهم على مجموعة نارية تضم بلجيكا وكرواتيا وكندا، وكلها منتخبات لها اسم وتاريخ، وتمكن رفاق بونو وحكيمي وزياش من تحقيق نتائج خالفت توقعات الكثيرين ممن رشحوا فرقا أخرى للصعود.
وبهذا الصعود الأسطوري وتصدر المجموعة بسبع نقاط من ثلاث مواجهات، حقق المنتخب المغربي نتيجة تاريخية، إذ لم يسبق أن جمع فريق عربي أو أفريقي كل هذه النقاط في مرحلة المجموعات، وهو الأمر الذي يعزز مكانة أسود الأطلس كبطل للعرب في المونديال.، كما أصبح أول منتخب عربي يتصدر ترتيب المجموعة في كأس العالم ويتأهل دون خسارة، والثاني إفريقيا بعد نيجيريا في عام 1998.
وما يزيد من بهاء هذا التأهل التاريخي، هو أنه يأتي في وقت حققت فيه منتخبات عربية نتائج مبهرة في بعض المباريات، حتى وإن كانت المحصلة النهائية خروجهم من دور المجموعات، فخروج الفريق السعودي مثلا لن يمحي من الذاكرة أدائه الأسطوري المذهل وتغلبه على نظيره الأرجنتيني بقيادة الساحر ميسي.. .وكذلك الحال مع المنتخب التونسي، الذي غادر البطولة مرفوع الرأس، مع فوز تاريخي على المنتخب الفرنسي – بطل العالم – في وجود كوكبة من اللاعبين الكبار من ذوي الأسماء الرنانة في عالم كرة القدم.
أيضا، جيب أن ننظر إلى الانتصار الكبير الذي حققه أسود الأطلس على أنه حدث استثنائي يحدث في محفل استثنائي، على اعتبار أنه ولأول مرة في تاريخ اللعبة، تنظم دولة عربية المونديال، الذي يجتذب أنظار المليارات حول العالم.
خلال متابعتي لمباريات البطولة، وخصوصا تلك اللقاءات التي كان أحد طرفيها منتخبا عربيا، شعرت بتلك المحبة والوحدة التي تجمعنا، فالكل فرح لانتصار السعودية على الأرجنتين، ثم فوز تونس على فرنسا، وبالبطبع فوز المغرب أمام كندا ومن قبلها بلجيكا.. .وكذلك كان الحزن رفيق كل العرب حين خسرت السعودية ومن بعدها تونس.
وهكذا كان لصعود المنتخب المغربي الأثر الأكبر في أن تعم الفرحة كل بيت عربي من المحيط إلى الخليج، فالجميع كانوا أمام الشاشات يدعون الله أن يوفق أسود الأطلسي، ويهتفون بكلمة واحدة وكأننا كلنا اليوم «مغرب».
كل التحايا للفرق العربية التي شاركت في تقديم هذه الملحمة التاريخية المشرفة، بداية من قطر مرورا بالسعودية وتونس إلى المغرب، بطل العرب وممثلهم الوحيد المتبقي في هذا العرس الكروي الكبير، والذي أرى أن استمراره هو استمرار لكل العرب في المونديال، وفوزه في أي مباراة قادمة هو فوز لكل العرب.. .فإلى الأمام يا أسود.