سياسة وعلاقات دولية
“مؤتمر قومي عربي” بطنجة يشعل الخصام بين يساريين وأمازيغيين
خصام معلن يطبع علاقة تنظيمات “فيدرالية اليسار الديمقراطي” بحساسيات الحركة الأمازيغية، على امتداد بداية الأسبوع الجاري، فقد عبرت العديد من الفعاليات عن رفضها إقامة مؤتمر قومي عربي بالمغرب يعتزم حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي تنظيمه بطنجة، ويستدعي فيه ممثلين عن أحزاب يسارية وقومية.
وفي وقت يتجه اليسار إلى تبرئة المؤتمر من أي صبغة عرقية أو شوفينية، معتبرا إياه “مندرجا ضمن أجندة تنفتح على الفضاء كله”، يقول نشطاء من الفعاليات الأمازيغية إن أحزاب الفيدرالية “تحاول الانبعاث تحت يافطة بالية”، داعية إياها إلى إعادة قراءة واقع التطورات في منطقة شمال إفريقيا.
لقاء للتعددية
قال علي بوطوالة، الكاتب العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، إن “المؤتمر يندرج ضمن ما يصبو إليه الحزب من إعادة بناء حركة التحرر العربي على أسس جديدة ديمقراطية تقدمية”، مسجلا أن المؤتمر “كان ينظم عادة في القاهرة أو بغداد أو دمشق، واليوم يستجيب لنداء التعددية ويحط الرحال بمدينة طنجة”.
وأضاف بوطوالة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التركيز الآن منصب على المشروع الوحدوي، بما في ذلك كافة شعوب المنطقة من أمازيغ وكرد وأفارقة”، مسجلا أن “أبعاد المشروع هي جغرافية لغوية، وشبيهة بنموذج الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على مستوى الوحدة”.
وأوضح القيادي اليساري أن “التنوع هو إغناء وتطوير، وكلما دبر الاختلاف كانت الإفادة”، مؤكدا أن “القضايا المغربية مشتركة مع جميع شعوب المنطقة”، ومشددا على ألا نزعة قومية أو شوفينية في الأمر، “فالحزب لا يتبنى القومية العربية، بل يدافع عن فضاء لغوي حضاري”.
وأشار بوطوالة إلى أن أغلبية أعضاء الحزب بمن فيهم هو نفسه من أصول أمازيغية، وزاد: “لا مجال هنا لطرح مسألة الأعراق..لا يمكن العودة قرونا إلى الوراء.. علينا البحث عن أسواق اقتصادية كبرى تتجاوز 100 مليون على الأقل”.
فلول غير منظمة
أورد عبد الله بوشطارت، فاعل أمازيغي، ومرشح سابق باسم فيدرالية اليسار بسيدي إفني في الانتخابات التشريعية الماضية، أن “فلول اليسار غير المنظم تحاول إعادة الانبعاث تحت يافطة القومية العربية، وذلك بعد فشل التجربة الإسلاموية التي تلت الربيع الديمقراطي”، مسجلا أن “هذه التنظيمات تحاول استثمار العروبة وقضية فلسطين من أجل العودة، لكن ذلك غير ممكن”.
وأضاف بوشطارت، أن “الأحزاب التي نادت بذلك لا امتداد شعبيا لها، ولم تستطع إعادة قراءة واقعها وتطورات منطقة شمال إفريقيا”، مطالبا إياها بإعادة قراءة التاريخ والواقع، وزاد: “لا يمكن أن يعود اليسار بإيديولوجيا باردة في مرحلة تتبنى فيها الحركة الأمازيغية خطابا نسبيا منفتحا على الجميع”.
وأكمل صاحب كتاب “الأمازيغية والحزب” أن “اليسار مهم لأي مجتمع، لكن شريطة أن يكون عقلانيا”، مسجلا أن “نقاط الالتقاء بين التنظيمات المغربية واللبنانية والعراقية يجب أن تكون العدالة الاجتماعية، وليس قومية عنصرية”، مشددا على أن “تحالف الاتحاد الأوروبي يقوم على أسس اقتصادية وليس عرقية”.
وقال بوشطارت: “العالم أو الفضاء العربي وهم كبير، أين هم الأمازيغ والأكراد والأفارقة والأقباط؟”، رافضا التكتل باسم العرق، وداعيا أصحاب الدعوات إلى “الاطلاع على كتاب كلود ليفي ستراوس “العرق والتاريخ”، ليتيقنوا من بؤس ما يدعون إليه”.