على الرّغم من التّدخلات الاستباقية لفرقِ الأمن لمنعِ أيّ مظاهر للاحتفال بـ”عاشوراء” وما يصاحبها من انفلاتات، خاصّة ببعض الأحياء الشّعبية، عمدَ عشرات الشّبان والمراهقين في عدد من مدن المملكة إلى خرقِ حالة الطّوارئ بإطلاق متفجّرات وممارسة طقوسٍ “بائدة” تحوّلت إلى “فانتازيا” حقيقية.
في مدينة سلا على مستوى حيّ سيدي موسى الشّعبي، أقدمَ عشرات الشّبان المندفعين ابتداء من السّاعة الثّامنة مساء من ليل أمس على إحراقِ العجلات المطّاطية بالقرب من “كورنيش سلا”، قبل أن يتطوّر الأمر إلى سلسلة من المواجهات بين بعض المراهقين الذين كانوا في حالة “هيجان” وهم يلوّحون بقنينات غاز صغيرة.
ولم يكن حيّ الانبعاث، أو “الواد” كما يسمّى شعبياً، ليشكّل الاستثناء؛ فقد شهد هو الآخر احتفالاً غير مسبوق بليلة “شعّالة”، حيث عمد بعض الشّبان إلى استخدامِ متفجّرات طائرة وصواريخ تنطلق بسرعة صوبَ السّماء محدثة أصواتاً مزعجة، أخرجت النّاس من بيوتهم.
وبدت بعض أحياء مدينة سلا كشارع “وجادة” وبطانة أقلّ ضجيجاً بالمقارنة بباقي الأحياء الشّعبية الأخرى، إلا أنّ حلول بعض المراهقين بها من مناطق أخرى وهم يحملون متفجّرات وصواريخ و”قنابل”، حوّل الهدوء الذي كان ينعمُ به السّكان إلى “جحيم”، بحيث سادت الفوضى واندلعت مواجهات لم تنتهِ إلا بتدخّل الأمن.
وفي مدينة الدّار البيضاء، كان كلّ شيء يوحي بأنّ ليل “أمس” سيكون طويلة ومليئة بالمآسي؛ فقد تحوّلت أحياء مولاي رشيد وعين السبع وسباتة والحي المحمدي إلى “ساحة حرب”، حيث عمد شبّان إلى إحراق عجلات مطّاطية كبيرة الحجم، وإطلاق شهب اصطناعية أضاءت سماء “كازا بلانكا”.
واستنفرت وزارة الداخلية أعوانها المحليين من أجل منع جميع احتفالات وطقوس عاشوراء في بعض المدن، وذلك في إطار التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من تفشي فيروس “كورونا” المستجد، إلا أنّ ذلك لم يمنع عشرات المغاربة من الاحتفاء بـ”الشّعالة”، متغافلينَ حالة الطّوارئ الصّحية ووباء “كورونا”.
وقد تمكنت السلطات المحلية في مدينة الرباط من حجز أزيد من 2000 عجلة مطاطية مستعملة في منطقة يعقوب المنصور، كانت مخزّنة من قبل الأطفال الصغار قصد استعمالها في احتفالات ليلة “الشعالة”، وفق “تدوينة” للفاعل الجمعوي عبد العالي الرامي.
وشنّت السلطات الإدارية المحلية في مدن عدة، خلال الأيام الأخيرة، حملات واسعة تروم حجز العجلات المطاطية المستعملة، بعدما تزايدت شكايات الأسر التي تقطن في الأحياء الشعبية بخصوص خطورة الظاهرة على الأمن العام.
وتحل عاشوراء هذه السنة في ظروف صحية استثنائية نتيجة القفزة الوبائية التي تعرفها بعض الحواضر الكبرى للمملكة؛ الأمر الذي أجبر السلطات المحلية على إلغاء هذه الطقوس التي من شأنها نشر الوباء في الأحياء السكنية.
المصدر: هسبريس