ثقافة وادب وفنونسلايد 1
الكوميدي “بودير” يتحدى العنصرية الفرنسية ويفاخر بالجذور المغربية
كان يحلم أن يصير لاعب كرة قدم كبيرا مثل عبد العزيز بودربالة، قبل أن يتوجّه إلى ميدان المحاسبة دون أن يحقق طموحه بأن يصير محاسبا في فرنسا، ليقرّر في لحظة حاسمة أن يصير فنانا كوميديا، يملأ الدّنيا فرحا؛ إنه الفنان الكوميدي الفرنسي من أصول مغربية محمد بنيامنة، الشّهير بـ”بودير”.
ويحكي الفنان “بودير”، الذي حلّ ضيفا على الإعلامي بلال مرميد في برنامجه الذي تبثه قناة “ميدي 1″، عن بعض فترات صباه في مدينة بوعرفة المغربية، قبل أن ينتقل إلى فرنسا، حيث تحوّل إلى نجم فكاهة في باريس. وفي سيرته الذّاتية التي تحمل عنوان “bout d’air” أو “قطعة من الهواء”، والتي أصدرها مؤخرا، يسرد الفنّان “بودير” تفاصيل هذا التّحول”.
وعن الأسباب التي دفعته إلى إصدار هذه السّيرة يقول “بودير”: “إن بعضا من الناس كانوا ينشرون مغالطات حولي وحول مرضي، وكنت أمزح كثيرا لما أقرأ بعض التعاليق. بعد ذلك أصبحت أتلقى اتصالات من عند بعض الآباء والأمهات يستفسرون بشأن مرضي، وهنا قرّرت الكتابة عن حياتي في بوعرفة، والعوائق التي واجهتها.. وهو كتاب فيه طاقة إيجابية. يعطي نفسا للحياة”.
وشدّد الفنان الذي يعتبر نجما من نجوم الصّف الأول في الساحة الكوميدية الفرنسية على أنّ الوسط العائلي ساعده على تحقيق أهدافه، إذ ظلّ “واقفا” ولم يسقط، موردا: “ظهوري في التّلفزيون يساعدني على تسويق بعض الأفكار والأعمال، وهو وسيلة لعرض بعض الأعمال”، منتقلا بعد ذلك إلى الحديث عن انتقاله من مجال المحاسبة إلى المسرح والفكاهة.
ويردف “بودير”: “في فرنسا، نعيش عنصرية قاتمة نحن المغاربة أصحاب الكفاءات، بحيث لما تطلب عملاً يسألون عن أصلك وعن جذورك وبيئتك. وهكذا لم تقدم لي أي فرصة للاشتغال في المحاسبة؛ بسبب أصولي وثقافتي. كما عانيت من بعض الأفكار المسبقة في فرنسا”.
وعاد الفنان ذاته في البرنامج التلفزيوني إلى تفجيرات عام 2015 التي ضربت فرنسا، إذ طلب منه الكثيرون أن يدلي برأيه حول الموضوع.. “دائما كنت أندد بهذه الأعمال الخطيرة، وهذه وجهة نظري”، يقول الفكاهي الذي كان قريبا من مكان التفجيرات بحوالي 200 متر فقط، مضيفا: “كنا بصدد عرض مسرحية، ولما خرجنا كانت رائحة الانفجار وشاهدت جثثا ملقاة على الأرض”.
وعن غيابه عن خشبة المسرح منذ عام 2015، يقول “بودير”: “لا يمكنني أن أفعل كل شيء في وقت واحد. هناك اختيارات محددة.. يجب التركيز على شيء واحد”. وقد كانت مسرحية “الهروب الكبير” آخر عرض شارك فيه الفكاهي المغربي.
وعن العمل إلى جانب جمال دبوز يقول الفنان ذاته: “كانت لحظة مفعمة بالحماس، اشتغلت مع جمال، خاصة في المغرب، وقد كنت في بلدي أمام عائلتي ووطني إلى جانبه. كنت سعيداً وقضيت أوقاتا رائعة هناك”، مضيفاً بخصوص موقفه من بعض الكوميديين المغاربة: “أنا فنان ولست نجما.. أشاهد كل الفنانين المغاربة، رشيد رفيق، إيكو، باسو وحنان الفاضلي وعبد الرؤوف..وآخرين. هناك جيل جديد من الكوميديين تجب مساعدته”.
كما قال بودير، أحد أكثر الكوميديين شهرة في فرنسا، عن الفنانة ليلى بختي: “إنها أختي رغم أنه ليس لدينا نفس الآباء، ساعدتني كثيرا في فرنسا وأشكرها”، وأورد وبخصوص المخرج إدوار بير: “هو فنان كوميدي شرح لي قواعد المسرح، وبفضله أحببت الخشبة”.
وعن فترة الحجر الصّحي، قال الكوميدي ذاته: ”كنت قريبا من الجمهور بجانب ابني.. كنا نعمل على عرض أعمال فكاهية، وكنا دوما نساند بلدنا الأم المغرب”، معتبرا عزيز بودربالة صديقا وأخا، وزاد: “كنا في فرنسا نعتبره داما مصدر فرحتنا لأنه كان يلعب بشكل جيّد. وخلال كأس العالم 1986 كان هناك مارادونا وعزيز بودربالة. وكنت أفتخر به كثيرا لأنه مغربي”.
المصدر: هسبريس