أخبارالبيئة والطقس

ارتفاع الحرارة يضيع كميات مهمة من الماء ويؤذي الزراعة في المغرب

لم يهنأ المغاربة كثيرا بنشوة التساقطات التي شهدتها مناطق مختلفة من المملكة في الأيام الماضية حتى عاد الحديث عن ارتفاع درجة الحرارة والتوقعات الصادرة بشأنها خلال الأيام القليلة المقبلة، ليعيد ذلك الواقع الذي يكابده المغرب جراء أزمة المياه الصعبة التي يواجهها.

وتشير توقعات المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى تسجيل موجة حر بعدد من أقاليم المملكة حيث ستتراوح درجات الحرارة بين 32 و41 درجة بدءا من اليوم السبت إلى غاية الاثنين المقبل.

وأضافت المديرية، في نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، أنه يرتقب تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 36 و41 درجة، من السبت إلى الاثنين، بعمالات وأقاليم إنزكان وآيت ملول وأكادير- إداوتنان وتزنيت وتارودانت واشتوكة- آيت بها وكلميم وسيدي إفني وطانطان وأسا- الزاك وبوجدور والعيون والسمارة وطرفاية وأوسرد وواد الذهب.

كما يرتقب تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 34 و38 درجة، يومي السبت والأحد، بكل من الفقيه بن صالح وبني ملال وسطات والجديدة وسيدي بنور ومراكش والصويرة وقلعة السراغنة وشيشاوة وأزيلال والحوز والرحامنة وآسفي واليوسيفة.

كذلك توقعت النشرة تسجيل درجات حرارة تتراوح بين 32 و35 درجة، الأحد، بعمالات وأقاليم برشيد وبنسليمان والنواصر والدار البيضاء ومديونة والمحمدية والخميسات والصخيرات- تمارة، وهي أرقام مرتفعة مقارنة بالفترة التي نعيشها.

وبدا لافتا للانتباه أن التوقعات المسجلة مرتفعة نسبيا، غير أن الخبير في البيئة والمناخ محمد بنعبو أوضح أن موجات الحر الاستثنائية التي أصبحت تتكرر كل سنة “أمر عادي لأن السيناريو نفسه عشناه السنة الماضية خلال شهري مارس وأبريل”.

وأضاف بنعبو، في تصريح لهسبريس، أن “هذه السنة كان الطقس أكثر حدة، مع تسجيل أرقام قياسية خلال شهري يناير وفبراير الماضيين”، مشيرا إلى أن هذه الحرارة تلت أمطارا كانت جد مهمة وحسّنت حقينة السدود شيئا فشيئا”.

وتابع قائلا: “المهم فيها أنها ستزيد في نمو عدد من الزراعات المهمة”، التي تدخل في البرنامج الربيعي الذي بدأ منذ أيام قليلة.

في المقابل، سجل المتحدث ذاته أن من الممكن أن تؤثر موجة الحرارة سلبا على أشجار الحوامض والبواكر، التي هي في “فترة إزهار حاليا، وبالتالي ستؤثر على الإنتاج في الفصول المقبلة، سواء في الصيف أو الخريف، كما حصل في السنة الماضية، التي تراجع فيها منتوج الزيتون والتين ومجموعة من المنتوجات الخريفية التي يمكن أن تؤثر عليها حرارة شهري مارس وأبريل”.

وعلى مستوى المخزون المائي، سجل بنعبو أن هذه الحرارة “ستقوم بتبخير كمية كبيرة من المياه قد تصل إلى مليون متر مكعب في اليوم، خاصة عندما تصل إلى 42 درجة مئوية”، مضيفا أن الحرارة المرتفعة جدا يمكن أن نفقد معها كمية كبيرة من الأمتار المكعبة على مستوى المياه السطحية، خاصة ونحن نعيش في ظل ظروف الإجهاد المائي”.

من جهته، اعتبر الخبير في المجال الفلاحي رياض أوحتيتا أن العامل السلبي الأساس لارتفاع درجات الحرارة دائما هو “تبخر المياه السطحية في الوديان والسدود والمجاري التي عرفت انتعاشة بعد التساقطات الأخيرة”.

وأفاد أوحتيتا، في تصريح للجريدة، أن الحرارة المرتفعة تجعل “التربة غير قادرة على الاحتفاظ بالماء، الذي سرعان ما يتبخر مع درجات الحرارة العالية”، مضيفا “أمامنا شهران على بدء موسم الحصاد جاءت الشتاء”.

وسجل أن هذه الموجة من الحرارة تأتي في وقت دقيق، مشيرا إلى أن “درجة الحرارة معتدلة حتى الآن، ونتمنى أن تكون هناك تساقطات مطرية أخرى خلال هذا الشهر”. وتوقع أن يسجل المغرب موسما فلاحيا وإنتاجا مقبولا هو الأفضل في السنوات الأخيرة.

المصدر : هسبريس

إغلاق