سياسة وعلاقات دولية

المغرب يرفعُ درجة التأهب أمام خطر تسلّل “جهاديين” من السّاحل

أظْهرت أولى تفاصيل سقوط الخلية الإرهابية التي كانت في مرحلة الاسْتعداد لتنفيذ هجمات ضدّ المصالح المغربية والمنشآت الحيوية، سواء داخل الدار البيضاء أو المساحات المائية المحيطة بها، أنّ الموقوفين حصلوا على الأسلحة النّارية واللوجستيكية عن طريق منطقة السّاحل الإفريقي، التي باتت تمثّل مرتعاً خصباً للجماعات المتطرّفة والمسلحة التي تدعمُ الإرهاب.

ولعلّ المتتبّع لمسار تفكيك الخلايا الإرهابية في المملكة سيصلُ إلى خلاصة تمثّل خيطاً ناظماً بين كل العمليات الأمنية التي تستهدفُ الجماعات المتطرّفة، حيث إنّ معظم الموقوفين يكونون على ارتباط بجماعات تنشط في منطقة السّاحل؛ كما هو الشّأن لأعضاء خلية “شمهروش” الذين قرّروا، بعد العملية الإرهابية التي نفذوها، السّفر إلى الجنوب للالتحاق بالجماعات المتطرّفة في الساحل.

وكشفت المصالح الأمنية المغربية أنّ “الأسلحة النّارية، التي تمّ حجزها مؤخراً، دخلت عن طريق منطقة الساحل”، لافتةً إلى أن “الأسلحة المحجوزة لدى هؤلاء الأشخاص حصلوا عليها عبر الساحل، عن طريق شخص يحتمل أنه من جنسية سورية؛ لكن الأبحاث ما زالت جارية للتأكد من الهوية”.

وكانت دراسات أمنية قامت بها مؤسسة “بروجيكت سيفت”، حول ولوج الإرهابيين إلى التجارة غير الشرعية للأسلحة النارية، والتي نشرها المعهد الفلاماني للسلام، أكّدت أنّ “منطقة الساحل والصحراء شهدت أحداثا عنيفة تورطت فيها كل من حركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا وجبهة البوليساريو وأنصار الدين خلال الفترة ما بين 2010 – 2016”.

وينطلق صبري الحو، الباحث في الشأن الأمني والقانون الدولي، من هذه التقارير ليؤكّد على “العلاقة بين الجماعات الإرهابية التي تنشطُ في الساحل بجماعة البوليساريو الانفصالية، واستفادة الأخيرة من مصادر تمويل كبيرة والسّلاح”.

وأوضح الحو، في تصريح لهسبريس، أنّ “المغرب يمثّل محط اهتمام الجماعات المتطرّفة والقاعدة على الخصوص”، مبرزاً أن “هذا الاهتمام مستمر ومُركز ويحظى بأهمية إستراتيجية لدى القاعدة والجماعات الإرهابية، وأنّ هذا التفكيك يعطي إشارة ورسائل إلى أنّ المغرب أصبحَ محل اهتمام متزايد للجماعات المتطرّفة”.

وينطلقُ الباحث في القانون الدّولي عند عدد الخلايا المفكّكة ليؤكّد تربّص التنظيمات الإرهابية باستقرار المغرب، والتي باتت تستخدمُ آليات هجومية جديدة تستهدفُ المنشآت الحيوية والإستراتيجية، ويشير إلى أنّ “الخلايا التي يفكّكها المغرب باستمرار تُظهر أنّ الأخير يتبعُ إستراتيجية استباقية لا تنتظر وقوع الحدث الإرهابي”.

ويشرح الحو أنه “بعد مقتل البغدادي، ستكون هناك فقرة فراغ، وفي هذه الفترة تنشط الجماعات المتطرفة”. وأضاف “المغرب ليس بمنأى عن هذه التهديدات، وهناك مؤشر قوي هو عدد الخلايا التي يفككها المغرب”، مورداً أنّ “الخطر محتمل وداهم؛ حتى أن طبيعة بلاغ المكتب المركزي للأبحاث القضائية تفيد بأنّ الخطر شديد ووقعه سيكون شديد الألم”.

 

 

هسبريس

إغلاق