سياسة وعلاقات دولية
الفصائل الطلابية المغربية تطرح سؤال الماهية وجدوى الاستمرارية
لا يهدؤون إطلاقاً.. هتافاتهم الصاخبة تصطدم بأسوار الحرم الجامعي؛ من الراشيدية إلى فاس، مروراً بمكناس، ووصولاً إلى وجدة وأكادير ومراكش، ينشطُ مناضلو “الفصائلُ الطلابية”، دونما اكتراث بشرعية خطاباتهم ما داموا يؤمنون بأن ثمة مشروعية تمنحهم بصيص أمل لا يكاد ينجلي في الاستمرار في الحركة الطلابية المغربية والدفع بها إلى الأمام.
في حلقات تتضمن أشكالاً طلابية “نضالية”، يسعون من خلالها إلى رفع النقاش عالياً، يصرخ ممثلو الفاصل رافعين شاراتهم التي اختلقوها كرموز تميزهم عن باقي “الفصائل”.
خلافات جوهرية لطالما أقحمت العمل الطلابي بالجامعات في بوتقة العنف والتقتيل راح ضحيتها عدد من الطلبة، كما تأذى منها طلبةٌ براءٌ من الانتماء العضوي لأحد هاته التنظيمات. “أخي” أو “رفيقي”، هكذا جرت العادة أن ينادوا بعضهم البعض، حسب كل فصيل على حدة.
لوبيات طلابية
قوامهُ طلعٌ، شعرهُ البني أشعثُ مضفور، طبعهُ حاد، رائحة النضال تفوح في كل كلمةٍ يتلفظُ بها. موحا، الذي تخرج في الحركة الثقافية الأمازيغية بموقع مكناس، يمرر يدهُ على شعره.
ويقول: “إن الحركة الثقافية الأمازيغية كمكون طلابي من داخل الجامعة قد فرضت تصورها في الفعل الطلابي وأرغمت بمنطق المشاركة باقي المكونات العاملة نقابياً لتصحيح ممارساتها النضالية في عدد من المحطات والمواقع، وكتوجه فكري وممارسة سياسية غير مباشرة فقد نجحت منذ تأسيسها في فرض فكرها ونقاشها على باقي المكونات وجعلتهم يراجعون الكثير من المسلمات التي كانت في مستوى الطابوهات الأيديولوجية من داخل النقاش الفكري بالجامعة وحتى الشارع، إلى درجة أن من كان بالأمس يتغنى بالقومية العربية التقدمية أصبح اليوم يناطح لينافس الحركة الثقافية الأمازيغية في التنظير للقضية الأمازيغية، بل وظهرت توجهات يسارية ماركسية تتبني القضية الأمازيغية ضمن برامجها النضالية، والأكثر وضوحا إحراج التوجهات الإسلاموية وتبنيها للقضية الأمازيغية من داخل الأخوة الإسلامية وبدؤوا يتغنون بعلماء أمازيغيي اللسان كقادة لهم متناسين أن القضية الأمازيغي ليست قضية لغوية سطحية بل هي قضية قيم ووجود ذاتي لشعب مستلب ومغيب بقرار وإرادة سياسية وبفتاوى دينية سمجة”.
العنف: ضرورة أم حالة معزولة؟
بصوتٍ هادئ مصحوب بنظرات مستفزة، يتكلمُ أحمد ولا ينكرُ حتمية العنف داخل الجامعة. بثبات في الموقف، يقول “إن النهج الديمقراطي القاعدي يتبنى العنف في بعض الأحيان”، مضيفا أن “البقاء في الساحة يفرض اللجوء إلى العنف أحياناً، وللدفاع عن أنفسنا، لأنه لن تقف مكتوف الأيدي والقوى الظلامية والشوفينية تهاجمك لأنك تختلف معها أيديولوجياً وفكرياً وممارسةً، وهي تسعى إلى بسط نفوذها منذ مجيئها وتحاول كبح جماح التغيير الجذري الذي نناضل من أجله.”
بجامعة القاضي عياض، قبل رشيد، عن منظمة العدل والإحسان، أن يرد على استفساراتنا بخصوص العنف، تدخلّ بمزاجه الحاد ولحيته المشذبة، قائلا: “إن النهج الديمقراطي القاعدي فصيلٌ إرهابي، لأنه هو الذي أدخل العنف إلى الجامعة لصد تواجد الإخوان منذ بداية التسعينات، وأراد أن يحتكر صفة القائد الفعلي للحركة الطلابية عن طريق إقصاء كل الفصائل الأخرى والسعي إلى قمعها فكرياً، والقضاء على صيتها، وهذا يدفعُ إلى أن نقوم برجع صدى ولو أنه قد يكون عنفاً مماثلاً”، حسب قوله.
في هذا السياق، تؤكد شريفة لموير، باحثة في العلوم السياسية، أنه “من الضروري الإشارة إلى أن العنف الطلابي داخل الجامعة المغربية هو تعبير عن العنف المتواجد داخل المجتمع، وأن الرهان هو تحويل العنف المادي والرمزي إلى ديمقراطي من خلال التدافع السلمي والتداول حول السلط”.
وأضافت أنه ينبغي التذكير بكون المراحل التي عرفت فيها الجامعة العنف هي المراحل التي عرفت خلالها الأزمة الاقتصادية ذروتها خلال بداية التسعينيات، وما شهدته من إحباط مجتمعي وبروز المكونات الإسلامية داخل الحقل الطلابي راح ضحيته العديد من مكونات الفصائل الطلابية.
وترى لموير أن “العنف عرف أوجه عبر غطاء أيديولوجي مع بروز الحركات الإسلامية واليسارية من خلال اتجاه كل مكون إلى نفي الآخر، مما حَوَّلَ الحرم الجامعي إلى ساحة مواجهات دامية تقوم لأسباب مختلفة”. وزادت أن هذه المواجهات العنيفة كانت مرتكزة أساساً على تفريغ شُحن التذمر والإحباط واليأس، واتجاه الدولة إلى مراقبة تحركات كل طرف.
وأكدت المتحدثة أن “هذا ما دفع كل فصيل إلى الرغبة في السيطرة على الجامعة ومحاولة السيطرة على القواعد، أو حتى رد الاعتبار لأحد الأعضاء؛ فتركز نشاط هذه الفصائل في الأحياء الجامعية جعلها بمنطق الأمر الواقع تحت رحمتها، وهنا كان لزاما أن تختلف دوافع العديد من الملتحقين بهذه الفصائل، لكن في الغالب ليس للأمر علاقة بالأفكار”.
وحسب الباحثة في العلوم السياسية، فإن أهم أسباب هذا العنف تعود إلى “هيمنة الخطاب الاقصائي داخل هذه الفصائل؛ فالتركيز على التحكم والهيمنة على المواقع الجامعية بعيداً عن الحوار والنقاش بالتأكيد تنتج عنه صدامات مباشرة بين هذه الفصائل تسفر عن ضحايا في أغلب الأحيان، حتى وإن حضرت محاولات خطابية فإن المآل واحد وهو العنف”.
كما أشارت إلى الحضور القوي لمنطق الانتقام الذي تسيطر عليه الأهداف السياسية والأيديولوجيات والهويات، “وهي بدون شك تزيد من التوترات التي قد تؤدي إلى العنف بين الفصائل الطلابية في الجامعات المغربية”.
شعارات مستفزة للدولة
حاول الطلبة الماركسيون في كل المواقع أن يَثبَتوا على مواقفهم، حتى وإن تعلق الأمر بالشؤون الداخلية للبلاد، فأبدوا رأياً “راديكالياً” في القضية الصحراوية، من خلال دعم مبدأ حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير.
لا يحملُ الطلبة القاعديون هذا الموقف لوحدهم، بل يتبناهُ فصيلُ طلبة اليسار التقدمي موقع وجدة، الذي تواصلنا مع أحد أعضائه السابقين.
سعيد، متوسط القامة نحيف القوام الذي برز اسمه كمناضل داخل الفصيل بصراخاته الصاخبة ودعواته إلى جمع شتات الفصائل وتقوية هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، يتحدث بعفوية عن نظرتهم بخصوص قضية الصحراء كفصيل يساري يعتبر امتداداً لحزب النهج الديمقراطي.
يؤكد، بارتياح، على “المطالبة بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، كحق من حقوق الإنسان التي نناضل من أجلها””، مضيفا أن “الموقف سياسي أكثر منه نقابي”، وأنهم لا يحمّلون النقابة الطلابية هذا الموقف، بل همهم الأساسي هو “النضال من أجل تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للطلبة، والتصدي للسياسات التخريبية التي تنهجها الدولة في حقل التعليم”.
وختم حديثه بتأسف ونظراته تبعثُ على الاستياء من الرؤى الحالمة، موردا أن “هذا لن يتأتى إلاّ بإعادة بناء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كمنظمة نقابية لكافة الطلبة، أقولها وأكررها”، حسب تعبيره.
وقال أستاذ مادة حقوق الإنسان والحريات العامة رئيس شعبة القانون بكلية الحقوق السويسي الرباط، عبد الحفيظ أدمينو، إن “الحركة الطلابية هي بدورها جزء من المجتمع، وهذه الحركة على مستوى العالم عبرت في مطالبها عن أمور سياسية، ناهيك عن أن الكثير من هذه الفصائل هي امتداد لحركات سياسية، ولهذا فهي تعبر عن مواقفها”.
وزاد بليونة في الحديث أن “هذا المطلب لم يعد مستفزاً بذلك القدر، لأن المغرب، كدولة وكشعب، تقدم بمقترح الحكم الذاتي وهو واقع عملي ملموس الآن”، ثم أضاف بحدة أن “مفهوم حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير هو مفهوم لصيق بمرحلة الحرب الباردة التي أصبحت متجاوزة حتى على المستوى العالمي، وهذا ما جعل هذا المطلب يتعلق بمزايدات سياسية تركب عليه متخلف التيارات”.
الشرعية الغائبة
رغم أن الحظر العملي على الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مازال قائماً منذ الثمانينيات (1981)، ما يجعلُ الشرعية غائبة عن الحركة الطلابية، كما يرى البعض، إلا أن سعيد، أسمر البشرة صاحب العينين المقوستين، عن فصيل طلبة اليسار التقدمي موقع وجدة، يستهجن بمرارة الحديث عن غياب الشرعية، ويعتبر أن النضال شرعيته هي المصلحة والتغيير، مقدماً مثال طلبة الطب بالقول: “ألم تر نضال طلبة الطب في وجه الوزارة الوصية؟ هل دعمته منظمة معينة على أرض الواقع؟”.
وأفاد بأنه ما دامت هناك غاية تتعلق بإصلاح الجامعة، وإعادة هيكلة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، فإن تلك هي الشرعية، “وإذا كنت تتحدث عن الشرعية القانونية فنحنُ لا نقوم بأي عمل إجرامي خارج عن القانون، ولذلك نحنُ لسنا في حاجة إلى تلك الشرعية”، ثم أضاف رافعاً يدهُ كتأكيد لقوله: “الشرعية الحقيقية الغائبة هي غياب الوحدة والالتحام بين الفصائل وجعل مصلحة الطلبة فوق كل اعتبار، والعمل الطلابي يجب أن يترفع عن بعض الطفوليات المرضية التي تقتل شرعيته عندما ينزلقُ إلى العنف ويفتح المجال أكثر لعسكرة الجامعة وتقديم الرفاق في طبق من ذهب للنظام”، ضارباً على الطاولة في نهاية حديثه.
وعبر الأستاذ عبد الحفيظ أدمينو، مستغرباً، عن وجود الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعد النقاش الحتمي حول الماهية وأهداف هذا الاتحاد، “لأن العدالة والتنمية تعتبر نفسها هي الوصي الشرعي على الاتحاد، (من خلال ذراعها الطلابي الذي يسمى منظمة التجديد الطلابي)، وكذلك القاعديين يعتبرون أنفسهم هم القادة الفعليون للاتحاد، وهذا ما جعل أوطم يفقد الوجهة ويتخبط في خلافات سياسية، أساسا لأنه أصبح مطية للبعض لتحقيق مآرب سياسية، لا سيما من طرف الجهات التي لا تتمتع بقوة سياسية”، حسب تعبيره.
الرفاق المتخاصمون
يستمدون شرعية خطابهم من الحركة الماركسية اللينينية المغربية، قبل أن يشهد فصيل الطلبة القاعديين تشرذماً وانقساماً غير مسبوق منذ منتصف التسعينات إلى أن انقسم في السنين العشر الأخيرة إلى مجموعات لا جامع بينها. وجهتهم واحدة، لكن خطاباتهم وتصوراتهم تختلف. مرجعيتهم الماركسية اللينينية. أيديولوجيتهم الطبقة الكادحة التي يطاردك طيفها في كل خطاباتهم، والتي أرادوا أن يضحوا بالغالي والنفيس من أجلها، فسقطوا في التمزق، إلى درجة أصبحوا يتواجهون فيما بينهم كما حدث في الراشيدية وفاس… يتنابزون بالألقاب من قبيل “الفئران” و”البراهش” وغيرها من النعوت.
في هذا الصدد، أكد رشيد، قصير القامة بني البشرة، الناشط بالساحة الجامعية عن النهج الديمقراطي القاعدي موقع مكناس، أنهم يتبنون الفكر اليساري الراديكالي، وأردف بنبرة الواثق مما يقول أن “ورقة 86 التي كان البرنامج المرحلي نتاجاً لها هي الغطاء الشرعي للعمل الطلابي الماركسي اللينيني، وأي انزياح عن مبادئ الورقة فهو تحريفية وينتمي إلى القوى الإصلاحية الانتهازية المناوئة للسلطة”.
وأضاف منفعلاً: “نحنُ نعلن تشبثنا الدائم بكل ما يخدم الطبقة الكادحة داخل المجتمع، ونقاوم من أجل التغيير الجذري، ولن نقبل بالتنظيمات النقابية”، وزاد باستهزاء أن “الأوراق الأخرى التي جاءت بعد 86 تسيء إلى العمل الطلابي النضالي في مجمله داخل الجامعات المغربية لأنها تتبنى الإصلاح، وهي بمثابة تواطؤ مع النظام القائم وتصالح ضمني ومبدئي مع القوى الظلامية الغدارة والرجعية والشوفينية”، حسب تعبيره.
من جهة أخرى، يقول أحمد، المنتمي إلى فصيل القاعديين بموقع الراشدية، إن “الاختلاف لا يفسد للود قضية، لأن الهدف واحد وهو التغيير الثوري عبر دك البنية الطبقية. والأيديولوجيا واحدة”، في إشارة إلى الماركسية اللينينية، ولم ينكر أن “ثمة اختلافا جوهريا تتم مناقشته منذ تسعينات القرن الماضي يتعلقُ بورقة 86 التي أفرزت البرنامج المرحلي، وبين ورقة 96 التي أقرت مجموعة من المراجعات التي أخذت بعين الاعتبار مجموعة من التغيرات التي طالت الحركة الطلابية، كظهور الحركات الإسلامية، وطرح التساؤل حول الصراع مع هذا الوافد الجديد: هل هو استراتيجي أم مرحلي؟”.
وأضاف: “من جهة أخرى، طرحت علاقة الحركة الطلابية بما هو سياسي، وهذا ما أدى إلى الضرب في أحد المواقف الثابتة للنهج الديمقراطي القاعدي، ألا وهو اعتبار الأحزاب السياسية قوى إصلاحية، لكن رفاق 96 يؤكدون أنه لا ضرر في الالتحاق بهذه الأحزاب وتحويلها من طابعها الإصلاحي إلى طابعها الثوري، خاصة الأحزاب التي تتبنى النظرية الماركسية كمنهج للعمل”، على حد قول المتحدث.
بموقع فاس ظهر المهراز حيث تعلو أصواتُ الاختلاف مع موقع سايس إلى عنان سماء العمل الطلابي، يقول ياسين، الذي يتواجد في كل الحلقات والأيام الثقافية الخاصة بالقاعديين، إنه لا يعتبر الاختلاف يحوم حول الأوراق فقط، “لأن النهج الديمقراطي القاعدي ليس أوراقاً، وإنما هو أكثر من ذلك، هو قوة سياسية طلابية ذات أفق للتغيير الجذري”.
وأضاف بصوت صارم تتخلله نظرات حادة أنهم لا يتعاملون مع أنصار ورقة 86 كورقة في حد ذاتها، وإنما يعتبرونها رؤية سياسية يجب أخذها بعين الاعتبار، رغم أنها قابلة للأخذ والرد “لأن المؤتمر 16 الذي يشهرون ورقته في كل نقاش لم يفرز بناءً مرحلياً علمياً ومادياً لما يمكن أن يأتي فيما بعد، ولهذا فنحنُ إن قبلنا بما جاء به حسن أحراث، فهذا ليس بالضرورة تحريفاً لمبادئ النهج، وإنما هو وجهة نظر واقعية ومادية ملموسة فرضها واقع الحال، تتعلق بإمكانية تحويل العمل الثوري إلى عمل سياسي محض دون أن يمس ذلك بجوهر الثورة الماركسية اللينينية أو أن ينزاح عن الدفاع عن الطبقة العاملة”، كما يقول.
وتعليقا على هذه المسألة، قال حسن أحراث، كاتب مقال “التحاق الشجعان بالقوى السياسية”، إنه لم تكن له علاقة مباشرة بالحركة الطلابية طيلة مساره النضالي، وهو لم يكن طالباً بالجامعة حتى يكون له أي انتماء لفصيل النهج الديمقراطي القاعدي، الذي يستغل ورقته “كمن يصطاد في الماء العكر”.
وأضاف بتأسف أن “تلك الورقة لا علاقة لها نهائياً بالجامعة ولا الفصائل الطلابية، والحقيقة أنه تم تقديمها في ندوة سياسية خارج الجامعة، ولكن تم اسقاطها في الوسط الطلابي ويتعاملون معها وكأني أدعو إلى الالتحاق بالقوى السياسية، في حين إن استعمال صفة الشجعان هي في معناها القدحي، في إشارة إلى المنبطحين والمنهزمين”، حسب قوله.
وتابع أن “الفصائل تتعامل مع الورقة سطحياً ولا يتعدى تحليلها العنوان، وإلا لفطنت لكون المضمون ينطوي على نقطتين هامتين: الأولى أن هؤلاء المنهزمين المنبطحين بدل أن يفكروا في تأسيس قوى سياسية جديدة، فهم يلتحقون بالقوى السياسية القائمة. والثانية أن المناضلين المبدئيين ينبغي أن يقاوموا تلك القوى السياسية لأنها لا تخدم مصالح الشعب المغربي”.
كما زاد أن صفة الشجعان مستمدة من “سلام الشجعان” الذي أطلق على فرنسا والجزائر، وأطلق على مصافحة ياسر عرفات والكيان الصهيوني.
هل يحاول أمزازي خنق الفصائل؟
بادر أمزازي إلى مراسلة كل رؤساء الجامعات بعدم الترخيص لأي جهة خارجية للقيام بأنشطة داخل الجامعة، كما جاء في مذكرته التي تشبث بها ودافع عنها داخل قبة البرلمان، معتبراً أنها “لا تعدو كونها تجربة حداثية لتعميق النقاش والمقارعة الفكرية داخل الجامعة باعتبارها فضاءً للتحصيل العلمي، وليست فضاءً للصراعات العنيفة والمواجهات بين الفصائل.”
ورد على ذلك عادل، عن منظمة التجديد الطلابي-فرع الرباط، منفعلاً، بأنها “مذكرة جاءت كرد فعل على أحداث ويحمان بكلية العلوم والتقنيات ببني ملال، بعد أن طرد أعضاء من الحركة الثقافية الأمازيغية أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي جاء كمحاضر في ندوة تهم القضية الفلسطينية”.
ثم زاد باشمئزاز أنها “ليست المرة الأولى التي تسعى فيها الدولة إلى بسط السيطرة الخارجية على الجامعة، حيث سبق أن تم توقيع مذكرة بين الوزارة الوصية ووزارة الداخلية تسمح لقوات الأمن بالدخول إلى الحرم الجامعي في حال وقوع مواجهة، وهذا قد عبرت بخصوصه المنظمة دائماً عن رأيها، وهو أنها تدين العنف بشتى أشكاله، وترفض عسكرة الجامعة، وتطالب بأن يتمتع الحرم الجامعي بالاستقلال المعنوي والتنظيم الذاتي كما كان منذ تأسيس الجامعة”.
أحكم قبضته على الكتاب الذي بين يديه، وقال في نوعٍ من التحدي إن “التظاهرات الطلابية الفكرية والثقافية مستمرة، والحركة الطلابية أنضج من هذه المذكرات أو تلك”.