سياسة وعلاقات دولية
المغاربة المصابون بأمراض مزمنة يتجاهلون التوصيات بعدم أداء مناسك الحج
أطلقت وزارة الحج والعمرة ووزارة الصحة السعوديتان مجموعة من التوصيات الصحية للمقبلين على الحج هذه السنة، تبرز الأمراض التي تحد من الحد الأدنى من الاستطاعة البدنية، والأمراض التي تستدعي أخذ جرعات التحصين.
وبحسب ما نقلته وسائل إعلام سعودية فقد شددت الوزارتان على “ضرورة تأكد الدول التي يفد منها الحجاج من خلوهم من الأمراض المتعارضة مع الحد الأدنى للاستطاعة البدنية، التي لا يستطيع معها الحاج أداء المناسك، وهي: الفشل الكلوي، فشل القلب المتقدم، أمراض الرئة المزمنة، تليف الكبد، نزف الدوالي، نوبات فقدان أو نقص الوعي، الأمراض العصبية التي تعيق الإدراك، والشيخوخة المصحوبة بالخرف”، فيما أكد خبراء مغاربة “صعوبة إقناع الحجاج المغاربة الذين يعانون من مثل هاته الأمراض بالعدول عن أداء مناسك الحج”.
ومن ضمن التوصيات أيضا، وفق المصادر عينها، أن يصطحب الحجاج المصابون بالأمراض المزمنة “ما يفيد بحالتهم الصحية، بالإضافة إلى كمية كافية من الأدوية التي يتناولونها. والحرص على أن تكون هذه الأدوية في أغلفتها الأصلية، فضلا عن التحصين ضد الأمراض المستهدفة بالتحصينات الأساسية مثل الدفتيريا، والكزاز، والسعال الديكي، وشلل الأطفال والحصبة والجديري”.
وحذرت وزارة الحج والعمرة، بحسب الإعلام السعودي، من “حملات الحج الوهمية التي تستقطب الراغبين في أداء مناسك الحج من خلال وسائل التواصل الاجتماعي”.
وقال مصطفى الناجي، خبير صحي، إن “الحج يعرف وجود اختلاط كبير، حيث يتوافد الناس من العديد من بقاع المعمورة، الأمر الذي يقوي احتمالات انتشار الأمراض بشكل كبير”.
وأضاف الناجي، في تصريح لهسبريس، أن أي حاج مغربي يجب عليه الامتثال لتوصيات اللقاحات التي أعلنتها وزارة الصحة السعودية حماية لصحته، مشددا على “أهمية وجود استشارة طبية قبل السفر إلى الأراضي المقدسة”.
وعن الحجاج الذين يعانون من الأمراض المزمنة التي تحد من قدرتهم البدنية، ذكر المتحدث عينه أن “هذا الأمر صعب الدخول فيه، ولا يمكن أن تقنع شخصا في هاته الحالة بعدم الحج، لاعتبارات دينية محضة”.
وأورد الخبير الصحي أن “الحاج المغربي عليه الانتباه إلى ضرورة حمل أكبر عدد من الأدوية الخاصة بأمراضه، تجنبا للخصاص الذي من الممكن أن يواجهه في وجهته، وتتبع نصائح البعثة الطبية لوزارة الصحة المغربية التي تسهر على خدمة الحجاج أثناء تأديتهم لمناسك الحج”.
وتقاسم محمد أعريوة، أخصائي في الطب العام باحث في النّظم الصّحية، الرأي مع الخبير مصطفى الناجي بخصوص إصرار بعض المغاربة على الحج رغم الأمراض المزمنة، قائلا: “لا يمكن إقناع أي شخص بما يعاكس رغبته التي تتعلق بهدف ديني ووجداني”.
وأضاف أعريوة أن “وزارة الصحة المغربية تقيم بعثة تواكب الحجاج المغاربة في كل المواسم، وتسهر على راحتهم”، موضحا أن “هاته التوصيات يصدرها أيضا الجانب المغربي بتنسيق مع السلطات السعودية”.
وبين الخبير الصحي أن “قلة قليلة من الأشخاص يرفضون الامتثال لهاته التوصيات، والغالبية تلتزم وتتبع النصائح والإرشادات الطبية المغربية”.
وزاد: “مصالح وزارة الصحة المغربية تواكب مسألة الحج بشكل موسمي، ما يتم رصده هو تجاوب الغالبية مع التوصيات”، مستدركا بأن “القلة التي ترفض النصائح تواجه أزمات صحية مضاعفة خلال الحج”.
ونصح أعريوة حجاج هذا الموسم بـ “تتبع نصائح وإرشادات البعثة الطبية المغربية التي تكون دائما ساهرة على صحتهم وسلامتهم وتتدخل في حالة رصد أي تطور صحي يهدد سلامتهم، مع توفير جميع الخدمات الصحية”.