سياسة وعلاقات دولية
الملك يدعم “التسريع الصناعي” بتدشين “مدينة الابتكار” بأكادير
أشرف الملك محمد السادس، اليوم الخميس بأكادير، على تدشين مدينة الابتكار سوس – ماسة، التي تعد تجسيدا للتنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي، الذي أطلقه في 28 يناير 2018.
وتجسد مدينة الابتكار الجديدة، التي تشكل رافعة حقيقية لانبثاق بيئة ملائمة للبحث وتطوير الابتكار، العناية الملكية السامية بجهة سوس -ماسة، وإرادة الملك محمد السادس جعل الجهة قطبا اقتصاديا مركزيا للمملكة، قادرا على خلق فرص الشغل للشباب وضمان نمو شامل خدمة للمواطن.
وتمكن مدينة الابتكار سوس -ماسة، التي تقع داخل حرم جامعة ابن زهر، من تزويد الجهة ببنية تحتية تقنية للاستقبال، لتشجيع روح المبادرة المقاولاتية وخلق مقاولات ناشئة مبتكرة عبر عملية الاحتضان، وتثمين نتائج البحث العلمي لفائدة القطاعات الاقتصادية والأنظمة الصناعية للجهة، ونقل التكنولوجيا والتقريب بين المقاولات وبنيات البحث والتطوير.
ويشتمل هذا المشروع الرائد، الذي كلف إنجازه غلافا ماليا بـ42 مليون درهم، على حاضنة للمقاولات والمقاولات الناشئة المبتكرة ومركز للبحث والتطوير، يحتضن مختبرات “تحديد وتحليل الوحدات الطبيعية” و”التكنولوجيا العضوية والصحة”، و”تحليل المخلفات”، و”التغيرات المناخية والتنمية المستدامة”، و”الماء والطاقة”، و”الطاقات المتجددة”، و”الصناعة بالمختبرات”؛ كما يحتوي على قاعات للاجتماعات والندوات والمعلوميات والتكوين، وفضاء للعمل المشترك، وآخر للتوثيق، بالإضافة إلى شباك موحد لتسهيل العمليات الإدارية للمقاولات.
وعرفت هذه المدينة، التي تم تزويدها بتجهيزات من الجيل الجديد، إنجاز 20 بنية منها 14 مقاولة ناشئة، وثلاث مجموعات شركات (Agadir Haliopôle Agrotech, Logipôle) وثلاث بنيات للمواكبة (شبكة المقاولة -أكادير، جمعيات مبادرات سوس –ماسة).
وإلى جانب مدينة الابتكار، يشمل التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي إنجاز حاضرة تكنولوجية (تيكنوبارك) بمبلغ 55 مليون درهم، موجهة إلى المقاولات الصغرى والمتوسطة، والمقاولات الناشئة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصال، تضع رهن إشارتها مرافق جاهزة للاستعمال ومواكبة ملائمة. وتجري حاليا أشغال بناء هذه الحاضرة، حيث تم إنجاز 95 في المائة من الأشغال.
ودائما في إطار تنفيذ التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي، توجد بنيات تحتية خاصة بالاستقبال ومكيفة مع خدمات مستثمري روح المبادرة المقاولاتية قيد التوزيع، وتمثل وعاء عقاريا يناهز 380 هكتارا، 305 هكتارات منها مخصصة لمنطقة التسريع الصناعي.
وتم إنجاز الشطر الأول من هذه المنطقة، التي تبلغ مساحتها 64 هكتارا بنسبة 80 بالمائة. وسينطلق استغلال هذا الشطر في يوليوز 2020، وسيوفر للمستثمرين بنية تحتية ذات مواصفات عالمية وبأثمان تنافسية. كما تم تخصيص أراض لثلاثة مشاريع صناعية توفر 2016 منصب شغل مباشر، واستثمارا يبلغ 461 مليون درهم.
من جهة أخرى، ستستفيد منطقة التسريع الصناعي من مشروع الطريق السريع المداري الشمال -الشرقي، الذي سيتم إنجازه في إطار برنامج التنمية الحضرية لمدينة أكادير 2020-2024، والذي أطلقه الملك محمد السادس أول أمس الثلاثاء. وستمكن هذه الطريق من ربط مباشر بين مطار أكادير المسيرة ومنطقة التسريع الصناعي وميناء أكادير، ما سيسهل انسيابية تدفقات النقل.
وستعزز البنية التحتية الصناعية على الخصوص عبر تطوير مركب صناعي مندمج، انطلقت أشغال التهيئة الخاصة بشطره الأول (35 هكتارا) في نونبر 2019، وكذا بإطلاق الشطر الرابع بالقطب الفلاحي سوس –ماسة.
ويأتي انطلاق استغلال مدينة الابتكار لتعزيز دينامية المقاولات بأكادير الكبرى وتدعيم زخم التنمية الصناعية، التي تم إطلاقها بالجهة من أجل التنزيل الجهوي لمخطط التسريع الصناعي، الذي يندرج في إطار تنفيذ الجهوية المتقدمة.
وإلى حدود اليوم، تتم متابعة أزيد من 211 مشروعا صناعيا باستثمار تقديري يبلغ 8.2 مليار درهم، مع خلق 29 ألفا و222 منصب شغل مباشر، 187 مشروعا منها عملية أو قيد التنفيذ أو ملحقة بالمناطق الجديدة المهيأة، إذ ستمكن من خلق 19 ألفا و346 منصب شغل مباشر، أي 81 بالمائة من الأهداف المسطرة.
وبهذه المناسبة، سلم وزير الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي، مولاي حفيظ العلمي، للملك محمد السادس كتابا بعنوان “المغرب الصناعي، رؤية ملكية، 20 سنة من التسريع”.