ثقافة وادب وفنون

فى ذكرى رحيلها.. رسالة حزينة كتبتها مارلين مونرو

فى سنة 2016 تم العثور على رسالة حزينة لـ مارلين مونرو، التى ماتت فى ظروف غامضة يذهب البعض إلى أنها انتحار وذلك قبل 55 سنة من الآن، هذه الرسالة أرسلتها النجمة المشهورة إلى طبيبها النفسى قبل موتها بعام واحد.
لم يكن عام 1961 جيدًا بالنسبة لمارلين مونرو حيث انفصلت عن الكاتب المسرحى الشهير آرثر ميللر، وتخضع للعلاج فى عيادة ويتنى باين للطب النفسى بنيويورك.
وكتبت مارلين هذه الرسالة الحزينة ووجهتها إلى طبيبها النفسى الدكتور رالف جرينسون.
قالت مونرو فى رسالتها: “عندما بدأت فى كتابة هذه الرسالة، دموع هادئة انزلقت من عينى، لا أعرف السبب تماماً”، مضيفة: “الليلة الماضية مرت بلا نوم.. مرة أخرى. أحياناً أتساءل: ما فائدة الليل؟! هو بالتأكيد ليس لى.. فحياتى عبارة عن أيام طويلة رهيبة. على أى حال، حاولت أن أكون إيجابية حيال هذا الأمر فبدأت فى قراءة رسائل سيجموند فرويد”.
“عندما فتحت الكتاب رأيت صورة فرويد وبدأت فى البكاء – لقد بدا مكتئباً جداً، كأنه مات بخيبة أمل.. لم أقرأ كثيراً حتى الآن؛ لأننى فى الوقت نفسه أقرأ السيرة الذاتية الأولى لشون أوكاسى – ألم أقل لك إنه مرة كتب لى قصيدة؟”.
“هنا كل شيء كان مغلقاً بالقفل والمفتاح، أشياء مثل المصابيح الكهربائية، الأدراج، والحمامات، والحجرات، حواجز على النوافذ – الأبواب كان بها نوافذ لكى يكون المرضى مرئيين فى كل وقت، حتى علامات العنف لا تزال على الجدران من المرضى السابقين”.
أجبتهم: “حسناً، يجب أن أكون مجنونة إذا رغبت فى البقاء هنا”، ثم هناك صراخ النساء فى الزنزانات – كان النزلاء يصرخون؛ لأن الحياة كانت لا تطاق على ما أعتقد”.
“طلبوا منى أن أختلط مع المرضى، وأخرج إلى منطقة O.T. (العلاج بالعمل). قلت: وماذا سأفعل هناك؟ قالوا: يمكنك الخياطة أو ممارسة لعبة الداما، أو الحياكة”.
“حاولت أن أشرح لهم أن اليوم الذى أفعل فيه ذلك سأُجَن فعلاً على أيديهم. سألونى لماذا شعرت بأننى “مختلفة” (عن المرضى الآخرين أعتقد) لذلك قررت، لو أنهم حقاً بهذا الغباء فلا بد أن أعطيهم جواباً بسيطاً جداً لذلك، قلت: “لأننى فقط مختلفة”.
“أعلم أننى لن أكون سعيدة، لكننى أعرف أننى يمكن أن أكون مرحة و خالية من الهموم على الأقل، أحبنى إيليا كازان لمدة سنة، وفى ليلة كنت فيها مضطربة جداً هدهدنى حتى نمت. وهو من اقترح على أن أذهب لكى أُعالَج.
كان الشاعر جون ميلتون هو الذى كتب (السعداء لم يولدوا قط). أنا أعرف اثنين على الأقل من الأطباء النفسيين الذين يبحثون عن مناهج أكثر إيجابية.
هذا الصباح.. 2 مارس لم أستطع النوم مرة أخرى الليلة الماضية. نسيت أن أقول لك شيئاً بالأمس. عندما وضعونى فى الغرفة الأولى بالطابق السادس ولم يخبرونى بأنه كان الطابق النفسي.
دكتور كريس قالت إنها قادمة فى اليوم التالي. وجاءت الممرضة بعدما فحصنى الطبيب النفسي. ولكن عندما جاءت الممرضة، لاحظت أنه ليس هناك أى وسيلة لاستدعائها. سألت لماذا؟ فقالت: لأنه الطابق الخاص بالمرضى النفسيين.
عدتُ إلى غرفتى مع العلم أنهم قد كذبوا على فى موضوع عدم إمكانية استخدام الهاتف، وجلست على السرير فى محاولة للتفكير.. التقطت كرسياً خفيف الوزن وضربته فى الزجاج عمداً. كان من الصعب على القيام بذلك؛ لأننى لم أكسر أى شيء فى حياتى من قبل.
استغرق الأمر الكثير من الضجيج لكى أحصل على قطعة صغيرة من الزجاج – خبأت الزجاج فى يدى وجلست بهدوء على السرير أنتظر أن يأتوا، وقلت لهم: “إذا كنتم ستعاملوننى كالمجنونة فسأتصرف كالمجنونة”.
أخبرتهم بأنهم إذا لم يسمحوا لى بالخروج فسوف أؤذى نفسى – وكان ذلك أبعد ما يكون عن ذهنى فى تلك اللحظة، وأنت تعرف أننى ممثلة ولن أفسد شكلى عمداً.
أتذكر عندما حاولت الانتحار، فعلت ذلك بحرص شديد واستخدمت الحبوب المخدرة وابتلعتها بارتياح شديد (هذا ما شعرت به فى ذلك الوقت).
لم أتعاون معهم بأى شكل من الأشكال لأننى لم أثق بما كانوا يفعلون. طلبوا منى أن أسير بهدوء، لكننى رفضت أن أتحرك وبقيت على السرير حتى التقطنى رجلان ضخمان وامرأتان ضخمتان وحملونى إلى الطابق السابع فى المصعد. بكيت فى صمت طوال الطريق، ووضعونى فى الحجيرة.
الرجل الذى يدير هذا المكان كان مسموحاً له بالتحدث معى كمحلل النفسي. قال لى إنى فتاة مريضة جداً، وسألنى كيف يمكن أن أعمل وأنا مكتئبة. وتساءل عما إذا كان الاكتئاب تعارض مع عملي. كان حازماً جداً عندما قال ذلك، كانت جملة تقريرية أكثر منها سؤالاً.
أجبته قائلة: “ألم تفكر فى أنه ربما غريتا غاربو وتشارلى شابلن وانغريد بيرغمان كانوا يعانون الاكتئاب عندما كانوا يعملون فى بعض الأحيان، كأنه يسأل لو لاعب كرة مثل ديماجيو يمكن أن يضرب الكرة وهو مكتئب. سؤال سخيف جداً، أعتقد أنه من الأفضل أن أتوقف الآن، لديك أشياء أخرى تقوم بها، ولكن أشكرك لاستماعك لى لبعض الوقت.
مارلين.م”.
إغلاق