الصحة والطبالمرأهسلايد 1
خبير مغربي يشكك في نيل “لقاح كورونا الروسي” المعايير المطلوبة
في خضمّ الشكوك في فعّالية لقاح “سبوتنيك” ضد كورونا الذي أعلنت روسيا على لسان رئيسها فلاديمير بوتين اكتشافه، وتحديد شهر شتنبر المقبل للشروع في إنتاجه، لمْ تُبد السلطات الصحية المغربية إلى حد الآن أي موقف إزاءه، بينما شكك في فعاليته علماء غربيون ومسؤولو دول مثل ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
ويَنتظر المغاربةُ، كغيرهم من شعوب العالم، طرْح لقاح فعال يخلّصهم من “كوفيد-19” بعد أزيد من نصف سنة على بسط سيطرته على العالم، ولم يتسنّ معرفة ما إن كانت السلطات الصحية المغربية مهتمّة باللقاح الروسي أم ستنتظر إلى أن تعلن دول أخرى صنع لقاحات مماثلة.
وتُناط مهمة تصدير واستيراد وتوزيع اللقاحات والأمصال بمعهد باستور بالمغرب ومقرّه الدار البيضاء، كما ينص على ذلك المرسوم المتعلق بمركز الأمصال واللقاحات. وحاولت هسبريس الاتصال بمدير المعهد لمعرفة الطرق المتبعة لاعتماد اللقاحات المستوردة من الخارج، لكن تعذّر ذلك.
وتشمل المهام الموكولة إلى معهد باستور بالدار البيضاء، في ما يخصّ الطب البشري، تحضير أو استيراد الأمصال واللقاحات والخمائر والمنتوجات البيولوجية الضرورية لحاجيات البلاد، وفق ما ينص عليه المرسوم الملكي رقم 175.66 بتاريخ 23 يونيو 1967، المتعلق بالمصادقة على الاتفاقية المبرمة بين الحكومة المغربية ومعهد باستور بباريس بشأن معهد باستور بالمغرب.
ويعود تاريخ إبرام هذه الاتفاقية إلى يوم 15 نونبر 1929، وبموجبها تحول معهد باستور تحت تسمية “مركز الأمصال واللقاحات”، وأصبح مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المدنية والاستقلال المالي، لكنها تخضع للوصاية الإدارية للوزير المكلف بالصحة العمومية.
وفيما يتوق المغاربة إلى لقاح فعّال يُذهب عنهم جائحة كورونا، وفي ظل الترقّب المخيم على العالم انتظارا لما ستُسفر عنه أبحاث العلماء المنكبّين على “إنقاذ البشرية”، قال جمال الدين البوزيدي، طبيب اختصاصي في الأمراض التنفسية والصدرية رئيس العصبة المغربية لمحاربة داء السل، إنّ أي لقاء يخضع لتقييمٍ دقيق بشأن العناصر الإيجابية والسلبية الموجودة فيه قبل استيراده.
وأوضح البوزيدي، أن الشكوك في فعالية لقاح فيروس كورونا الذي أعلنت روسيا اكتشافه نابعة من كون فعاليّة أي لقاح تقتضي أن تتوفّر في عملية إنتاجه مجموعة من الشروط والعناصر الأساسية، وأن يكون خاضعا لمجموعة من الإجراءات يتم تنفيذها على مراحل دقيقة ومضبوطة.
وتبدأ هذه المراحل، يضيف البوزيدي، بإجراء دراسات مخبرية، ثم إجراء اختبار لفعالية اللقاح على الحيوانات ذات الجهاز المناعي الشبيه بنظيره لدى الإنسان، ثم في المرحلة الأخيرة على الإنسان نفسه، مبرزا أن المرحلة الأخيرة هي الأهم؛ إذ تتطلب شهورا وإجراءها على أكبر عيّنة ممكنة أقلُّها عشرة آلاف شخص لمعرفة عناصره الإيجابية والسلبية.
وفيما تتوالى الشكوك حول فعالية لقاح “سبوتنيك” الروسي، شكك جمال الدين البوزيدي في مدى استجابته للعناصر البحثية التي ذكرها، خاصة العنصر المتعلق بتجريبه على الإنسان، قائلا: “لم نصلْ بعدُ إلى هذه المرحلة”، كما أشار إلى أن موقف منظمة الصحة العالمية الذي لم يزكّ اللقاح الروسي “يستند إلى سند طبي وعلمي”.
المصدر: هسبريس