الصحة والطبالمرأهسلايد 1
الخوف وكورونا يدخلان أجساد الأطقم الصحية في غياب للحماية الكافية
تعيش الأطقم الصحية بالمستشفيات العمومية، من ممرضين وأطباء، وسط خوف متنام من تزايد الإصابة بفيروس كورونا في صفوفهم، مع استمرار انتشار الجائحة بشكل تصاعدي في المغرب، وتوافد المشكوك في إصابتهم على المراكز الصحية لإجراء التحليلات السريعة الخاصة بالكشف عن الفيروس، واحتكاكهم المباشر مع الأطقم الصحية.
وبلغ عدد الممرضين المصابين بفيروس كورونا، إلى حد الآن، 235 ممرضة وممرضا، بحسب المعطيات التي قدمتها حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، لكنّ الحركة ترجح أن يكون عدد المصابين أكبر “في ظل تكتم وزارة الصحة عن الحالات الإجمالية”.
وإذا كان الممرضون والأطباء الذين يعملون في المصالح الخاصة بعزل المصابين بمرض “كوفيد-19” يزوّدَون بوسائل تحميهم، بنسبة أكبر، من خطر الإصابة بالعدوى، مثل اللباس الخاص المانع لتسرب الفيروس، فإن نظراءهم العاملين في باقي المصالح الاستشفائية يواجهون الخطر بوسائل حماية ضعيفة.
م مكتعرفش واش فيه الفيروس ولا لا، وكتعامل معاه عادي، ويلا كان مريض كاين احتمال كبير يعاديك”، يقول ممرض يعمل في مستشفى بجنوب المملكة، مضيفا: “حنا كنحاولو نحميوْ راسنا بالتعقيم والكمامة، ولكن كاينين مواطنين مكيلتازموش بالإجراءات ديال الوقاية”.
وأضاف المتحدث أن بعض المراكز الصحية يدخل إليها المرضى بدون أن يخضعوا لبعض الإجراءات الضرورية لمنع انتقال عدوى فيروس كورونا من شخص إلى آخر، مثل قياس درجة الحرارة، “وكاين شي وحدين كيدخلو بلا ما يديرو تا الكمامة، ومع الضغط فاش خدامين صعيب تحْضي مع كلشي”، على حد تعبيره.
مصدر آخر يعمل ضمن الأطقم التمريضية المكلفة بتقديم الرعاية الطبية للمصابين بفيروس كورونا، قال في تصريح لهسبريس إنه لا يمكن الجزم ما إذا كانت الممرضات والممرضون المصابون بفيروس كورونا قد أصيبوا داخل المستشفيات، لكنه رجّح إصابة غالبيتهم داخلها، “لأنهم يخالطون عددا كبيرا من الأشخاص المصابين أو الذين لديهم احتمال كبير بالإصابة”.
وإضافة إلى ضعف وسائل الحماية، تطرح بنية المستشفيات العمومية مشكلا كبيرا بالنسبة للأطقم الصحية، ذلك أنها تساهم في تعريضهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا، لكونها لا تتيح إمكانية تفادي الاختلاط أثناء حركية التنقل داخل فضاءاتها، وبالتالي انتفاء أبسط شروط الوقاية، وفي مقدمتها التباعد الجسدي.
ووضح المصدر نفسه أن إصابة أي فرد من الطاقم الصحي العامل داخل المستشفى تعني بشكل تلقائي إصابة باقي زملائه العاملين معه من الممرضين والأطباء، لأنهم يجلسون في مكان واحد، ويتناولون وجبات غذائهم، بالنسبة للمكلفين بالحراسة، داخل قاعة واحدة، وإصابة عمال النظافة أيضا.
ويتخوف العاملون في المستشفيات العمومية من ارتفاع نسبة الإصابة بفيروس كورونا في صفوفهم، بعد أن أصبحت تُجرى التحليلات السريعة لكشف الفيروس داخل المراكز الصحية الصغيرة بدون أن يتم تخصيص مصالح خاصة لهذه العملية.
هذا التخوف عبر عنه أحد الممرضين الذين تحدثوا إلى هسبريس بقوله إن “الأطر الصحية في هذه المراكز لا تتوفر على أي وسائل للحماية سوى الكمامات والمعقمات، ولا يمكن أن ترتدي اللباس الخاص الذي يرتديه العاملون في مصالح كوفيد-19. وبالتالي، فإن انتقال الفيروس إليهم من مريض مصاب أمر وارد في أي لحظة”.
وفي الوقت الذي تسعى فيه وزارة الصحة إلى تخفيف الاكتظاظ عن المستشفيات الكبيرة، بتكليف المراكز الصحية بإجراء التحليلات السريعة، فإن هذا الإجراء قد يزيد من عدد المصابين بالفيروس في صفوف المواطنين أيضا، لكون “المراكز الصحية غير مهيّأة للعب هذا الدور”، بحسب المصدر نفسه.
وتابع المصدر قائلا: “الممرضين كيحاوْلو يحميو راسهم بلّي كاين، ولكن الشعب مهدد أكثر، حيت البنية ديال المراكز الصحية غير مهيأة، ثم إن هذه المراكز كيجيو ليها المرضى المسنين اللي عندهم أمراض مزمنة بحال السكري والضغط الدموي، والأطفال باش يديرو الجلبة”، مضيفا: “هاد الناس دبا بحالّا تْعطاو لكورونا مباشرة”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن التحليلات السريعة لكشف فيروس كورونا تكون دائما في البداية سلبية، وإذا كان المريض مصابا، فإنّ نتيجة الاختبار الإيجابية لا تظهر إلا بعد مرور عشرة أيام، بعد أن يتكاثر الفيروس في جسد المصاب، ما يعني احتمال أن يُعادي أشخاصا آخرين خلال هذه المدة، ذاهبا إلى القول إن “تدبير مواجهة جائحة كورونا في المستشفيات فيه بزاف ديال الارتجالية”.
المصدر: هسبريس