مع قربِ انتهاءِ عطلة الصّيف ودنوّ موعد الدّخول المدرسيّ، يستعدُّ مئات السّياح والمصطافين المغاربة الذين توجّهوا إلى مدنِ الشّمال بغرضِ الاستجمامِ والتّرويح عن النّفس للعودة إلى ديارهم، وهو ما سيشكّل تحدّياً “حقيقياً” بالنّسبة للسّلطات الأمنيّة، التي ستكون في مواجهة أعداد كبيرة من العائدين في وقتِ الذّروة.
وتشهدُ طرقات الشّمال حركية “مكثّفة” للمصطافين المغاربة الذين أنهوا فترة العطلة الصّيفية وقرّروا العودة إلى ديارهم، وقد تمّ تشكيل وحدات أمنية إضافية عند مداخل ومخارج مدن تطوان والفنيدق والمضيق من أجل تأمين مرور عشرات العربات إلى وجهاتها.
وتراهنُ السّلطات المغربية على ضمانِ تنقّل هؤلاء المواطنين في ظروفٍ آمنة لتفادي احتمال انتقال الفيروس إلى مدن ومناطق أخرى، خاصة في ظلّ ارتفاع معدّل الإصابات في تطوان والنّواحي، وهو رهان يحتّم تكثيف المراقبة الأمنية عند مداخل المدنِ ومخارجها.
ولا يخضعُ المصطافون الذين قضوا أسابيع “العطلة” في مدنِ الشّمال للمراقبة، حيث تسمح “باراجات” الأمن والدّرك بمرور السّيارات بطريقة اعتيادية، ويشهد المحور الطّرقي المؤدّي من تطوان إلى “طريق الرّباط” حركية “مكثّفة” تزامناً مع عودة المصطافين إلى ديارهم.
وعند مدخل مدينتي تطوان والفنيدق، تمّ نصبُ سدّ أمني ونقط للتّفتيش مكوّنة من عناصر الأمن والدّرك الملكي، ويُطلبُ من الوافدين استعراض رخصة التّنقل مرفقة بالبطاقة الوطنيّة، وإذا لم يكن السّائق يتوفّر على هذه الوثيقة الضّرورية للسّفر، فإنّ مصيره يتحدّد بإرْجاعهِ إلى من حيثُ أتى.
ومكّن التّدخل الأمني، خاصة على مستوى مدينة تطوان، من ضبط عشرات المواطنين لا يتوفّرون على رخص التّنقل التي تبرّر “غايات السّفر”، غالبيتهم قدموا من مدن موبوءة كالدار البيضاء وفاس وتازة. كما تمّ تشكيلُ وحدات أمنية إضافية لمراقبة تحرّك المواطنين على مستوى إقليم تطوان.
وأدّى التّنقل الجماعي لبعض المواطنين من المدن الموبوءة إلى انتقال “الفيروس” بشكلٍ كبير صوب بعض المدن التي كانت خالية منه، مثل الشّاون ومارتيل والمضيق، وهو ما دفعَ السّلطات إلى تكثيف تواجدها في مداخل المدنِ ومخارجها تفادياً لموجة جديدة لكورونا.
وارتفع عدد الإصابات بالفيروس التاجي في مدينة تطوان والمدنِ المجاورة لها بشكلٍ قياسيّ، وهو ما فسّره البعض بموجات النّزوح الجماعية التي شهدها الإقليم الشّمالي تزامناً مع عطلة الصّيف.
المصدر: هسبريس