الإقتصادسلايد 1شؤون دينية

الشراكة الإستراتيجية المغربية الصينية .. آفاق واعدة وتحالفات متينة‬

فاتحاً البابَ أمام خيار تنويع الشّراكات الإستراتيجية مع فواعل دولية مؤثّرة في القرار الدّولي، يبحثُ المغرب عن “تمركزٍ” جديد معً أقاصي الشّرق هذه المرّة، حيث يبدو أنّ التّحديات المقبلة باتت تدفعُ الرّباط إلى الانفتاح على “بكين” التي ستحملُ مشعل قيادة العالم بعد أزمة “كورونا”.

وأجرى الملك محمد السّادس أول أمس الإثنين مباحثات هاتفية مع شي جينبينغ، رئيس جمهورية الصين الشعبية، تندرج في إطار علاقات الصداقة القائمة بين البلدين، التي ارتقت بتوقيع الإعلان المشترك المتعلق بإقامة شراكة إستراتيجية، الذي وقعه الملك والرئيس الصيني خلال الزيارة الملكية إلى بكين في ماي 2016.

وتطرقت المباحثات الهاتفية بين الملك محمد السادس ورئيس جمهورية الصين الشعبية لتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات، ولاسيما الحوار السياسي، والتعاون الاقتصادي والمبادلات الثقافية والإنسانية. كما بحث الملك محمد السادس والرئيس شي جينبينغ الشراكة بين البلدين في مجال محاربة “كوفيد-19”.

وشكلت المباحثات أيضا فرصة لتقديم الشكر لجمهورية الصين الشعبية، لدعمها ومواكبتها للإجراءات الاحترازية الصارمة التي اتخذتها المملكة المغربية من أجل الحد من انتشار الوباء؛ سواء على صعيد المعدات الطبية ووسائل الكشف المخبري أو في مجال تبادل المعلومات والخبرات.

ويرى الأستاذ الجامعي في جامعة بن طفيل رشيد لزرق أنّ “الملك محمد السادس رسم هدفاً يتمثل في بلوغ المغرب مصاف الدّول الصاعدة”.

وأبرز الجامعي أنّ “هذه الغاية تفرضُ الاتجاه نحو الانفتاح على شراكة أوسع عبر تقوية العلاقات مع أوروبا من جهة، والوصول بها إلى درجة العلاقة الإستراتيجية، والانخراط في العمق الأفريقي والانفتاح على الصين، في سياق إستراتيجية جديدة تقومُ على تنويع الشركاء وعدم رهن المصالح بشريك واحد”.

وأضاف لزرق في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية أنّ “الشراكة المغربية الصينية تعبير عن رؤية أوسع بهدف الاستفادة من نموذج الشراكة الصينية مع دول الجنوب، والجمع بين المزايا الاقتصادية ومتانة الاتفاقيات السياسية بدعم متبادل لقضايا البلدين”.

وشدّد الأستاذ الجامعي على أنّ “مقاربة محمد السادس تقوم على نهج معادلة رابح رابح”، مبرزاً أنه “وفي ظل المنعطف الذي يعرفه المغرب، إذ يتجه لتعديل النموذج التنموي والقيام بإصلاحات اقتصادية أكثر حدة في أعقاب الوباء كوفيد 19، يتّجه إلى استثمار التجربة الصينية لتصنيع اللقاح ويكون المغرب مدخله نحو إفريقيا”.

وختم الباحث بأنّ “المتغيرات الدولية تفرض أكثر من أي وقت مضى على المغرب إعادة التوازن في علاقاته في ظل الحديث عن تشكيل نظام عالمي جديد”.

المصدر: هسبريس

إغلاق