ثقافة وادب وفنونسلايد 1

كتاب جديد يقارب أزمة “كورونا” من منظورات الفكر والفلسفة والدِّين

قصدَ معالجة وتحليل ما يجري خلال “هذه الفترة الزّمانيّة من التاريخ البشريّ” في ظلّ أزمة فيروس “كورونا”، من منظور الدين والفلسفة والفكر، يرى النّورَ كتابٌ جماعيّ جديد، شارك فيه أكاديميّون وباحثون مغاربة من تخصّصات متعدّدة.

وصدر هذا الكتاب الجماعيّ في سلسلة خاصّة بتوثيق الأعمال التي كتبت في زمن فيروس كورونا، عن مركز تكامل للدّراسات والأبحاث، معنونا بـ”الزمان الوبائي.. دراسات في الدين والفلسفة والفكر”.

ونسّق هذا الكتاب حفيظ هروس، ويتضمّن مقالات للأكاديميّين والباحِثين عز العرب لحكيم بناني، فريد لمريني، أحمد الفراك، عبد العالي الشداوي، الحسين أخدوش، حمادي أنوار، مصطفى فاتيحي، عبد الله الجباري، يوسف نويوار، منية العلمي، محمد مرزوك، أحمد زقاقي، عبد الرحيم العلام، حسن الطالب، مولاي أحمد صابر، محمد عبد الوهاب رفيقي، إبراهيم حسناوي، عبد الله كوعلي، عبد الرحيم بودلال، وحفيظ هروس.

ويقدّم هذا الكتاب ملاحظات فلسفيّة حول الجائحة، ويشرّح مفهوم الحياة خلال أزمات العِلم، وأسئلة المستقبَل المشترك، كما يقارب نقديّا هذه الأزمة الرّاهنة بين “الفقه الاستظهاريّ” و”الفقه الحضاريّ”، ويتحدّث عمّا تطرحه من ضرورة التّجديد التربوي والفقهي بالمغرب، ويسلّط الضوء، أيضا، على تكامل الفقه والطب في الوقاية، أو إشكالات دفن المسلمين بفرنسا على سبيل المثال، كما يقارب موضوع الإبداع في زمن الوباء، والصراع المتجدّد بين الدين والعلم خلال الجوائح، أو مدى صمود قيم مثل التّضامن الإنساني، في زمن “كورونا”.

ويقول الكتاب في مقدّمته إنّ الأوبئة كانت دائما أحد العوامل الرئيسَة في تشكيل عالَم الإنسان وحياته، في وجوده الفردي، والتأثير على حياته الاجتماعية؛ فالفيروسات “تشكلّ جزءا من الخريطة الجينية للإنسان”، كما أنّه لَم ينفكّ أيّ مجتمع في تاريخ البشريّة من ملازَمة الوباء له ملازمة دورية.

ويستحضر الكتاب ما يذكره المؤرِّخون حول المغرب، الذي تعاقبت عليه، بصفة دورية، موجات وبائيّة بالتّناوب مع المجاعات؛ وهو ما كان له أثر عميق على بنية المجتمَع الديمغرافيّة، التي تمّ إضعافُها دائما، وأثّر بشكل واضح على البنيتين الاجتماعية والاقتصاديّة.

ويذكر هذا المنشور الجديد في مقدّمته أنّ “استمرار موجات الوباء في العالَمين العربي والإسلاميّ، وانقطاعها نسبيّا عن أوروبا بعد الوباء الكبير، أحد المُحدِّدات المفسّرة للفجوة التي حدَثَت بين العالَمين على مرّ القرون الأخيرة”.

ومع ما نتج عن تطوّرات الفيروس والإجراءات المتّخذة للوقاية منه من أسئلة، وما استُقي منها مِن عِبر، يعمل هذا الكتاب على الإسهام في توثيق مجموعة مّما قيل وكُتِب خلال هذه الفترة الحرجة؛ لأنّ “مِن بين فواجع الإنسانيّة، في الأحداث الكبرى، أن تُرزَأ في أفكارِ وتأمّلاتِ مثقّفيها، لعدم تمكّنها مِن توثيقها”.

ويوضّح الكتاب أنّ هذه السلسلة التوثيقية، التي يصدر في إطارها، تقصد “محاولة توثيق ما جرى، وكيف جرى؛ لتتمكّن الأجيال القادمة من معرفة ذلك مِن خلال إحاطتها بأكبر قدر ممكن مِن التّفاصيل والأحداث، ولتتمكّن عبر ذلك مِن استخلاص الدّروس لتجنّب الكارثة مستَقبلا، أو لتحسين الأداء اتجاهَها على الأقلّ”.

كما يقصد الكتاب “تقديم طيف واسع من الآراء والمناقشات والتّأمّلات التي تمسّ حقولا معرفيّة مختلفة، تمكِّن المطّلع مِن مقاربة المشهد مِن زوايا متعدّدة، ومداخل معرفية متنوعة”.

المصدر: هسبريس

إغلاق