ثقافة وادب وفنونسلايد 1
صلاح الدين بنموسى يدعو إلى ضرورة حفظ الذّاكرة الفنية للمغاربة
مع توالي رحيل أسماء فنيّة من جيل الرّوّاد، والأجيال اللاحقة التي طوّرت العمل الفني المسرحي والتلفزيوني والسينمائي ورسّخت أركانه، يظَلُّ سؤال توثيق هذه الذاكرة، وتعريف الأجيال بها، بشكل منهجيّ، مطروحا.
في هذا السّياق يثير الممثّل المغربيّ البارز في المسرح والتلفزيون والسينما صلاح الدين بنموسى، في حديث مع هسبريس، ضرورة حفظ الذّاكرة الفنية للمغاربة، وصونها وترميمها، مستحضرا نماذج من المحيطين العربي والأوروبي.
ويتذكّر بنموسى زيارة له إلى بلغاريا، عقب حصوله على جائزة أحسن ممثّل، حيث شاهد متحفا خاصّا بالممثّلين، يضمّ إكسسوارات قد تبدو بسيطة، تُرفَق باسم الممثّل الذي مثّل بها، والفيلم الذي استُعمِلَت فيه، وتاريخ إخراجه.
ويشدّد الممثّل المغربي على ضرورة “تحمّل وزارة الثقافة هذه المسؤوليّة” تجاه الذّاكرة الفنية المغربيّة، ويزيد متسائلا: “كيف -يُعقَل- أنّه إلى حدّ الآن ليس لدَينا متحف يضمّ ملابس وصور وأعمال الممثّلين، ونحن في عهد الصورة؟”.
ثم يضيف الفنان: “حبذا لو ترمّم الوزارة ما يجب ترميمه، للاحتفاظ بأعمال كلّ فنان وتوثيقها، حتى لا نتحدّث وكأنّنا نحكي خرافة”، قبل أن يبدي قلقه من استمرار الوضع الرّاهن الذي تضيع فيه ذاكرة المغرب الفنيّة ولا اعتراف فيه، و”كلّما يموت الفنان نقول رحمه الله، ويذهب”.
ويستحضر صلاح الدين بنموسى الأفلام التي يعيد عرضها المصريّون من الأرشيف، بعد توثيقها وترميمها ترميما جيّدا، ليعلّق قائلا: “هذه المسؤولية تجاه الإنتاجات المغربيّة يجب أن يتحمّلها المركز السينمائي المغربي، فيرمّم الأفلام الأولى التي شاركنا فيها منذ السبعينيات”، لتُعرَض بعد ذلك، ويعاد التّعرّف عليها من مختلف الأجيال.
ويقدّم الممثّل في هذا السياق مثالا بإبداع من الإبداعات التي شارك فيها الفنّان الفقيد سعد الله عزيز، متسائلا باستنكار: “أين فيلم ‘ساعي البريد’ لحكيم النوري الذي لعب سعد الله عزيز دور البطولة فيه؟”.
ويسترسل الفنّان المغربيّ قائلا: “هذا تاريخنا، وبالتالي هو تاريخ شعب مغربيّ، وبلادنا لها تاريخ، وتاريخ ثقافي كبير، بمجهودات شخصيّة وتعاون مع بعضنا البعض، وهي أمور تحتاج مَن يوثِّقُها”.
ويزيد صلاح الدين بنموسى في التصريح نفسه: “الحمد الله أنّ هناك كُتُبا توثّق التاريخ المسرحيّ للبلاد، ولو أنّها قليلة”، قبل أن يستدرك قائلا: “لكن، لا بدّ من تحمّل الدّولة مسؤوليّتها في توثيق الأعمال الفنية”.
المصدر: هسبريس