سلايد 1سياسة وعلاقات دولية

سجال معاشات البرلمانيين يُظهر القوة السياسية للوسائط الاجتماعية

صارت الوسائط الاجتماعية فاعلاً أساسياً في صناعة الرأي العام أحياناً، وعاملاً مساعداً في توجيهه في أحايين كثيرة، وذلك في ظل “الثورة الرقمية” التي مَنحت الشبكات العنكبوتية شعبية كبيرة عبر العالم، إذ تحولت الأخيرة إلى “أحزاب افتراضية” تستقطب المغاربة، وتتمتع بـ”مصداقية” كبيرة في أذهان مُستعمليها.

وينشغل المغاربة، خلال اليومين الأخيرين، بموضوع معاشات البرلمانيين، ويطالبون بإلغائها بصفة نهائية، لاسيما في ظل انعكاسات الأزمة الوبائية الراهنة، ما جعل النخب الحزبية “تتوجس” من تصاعد الدور السياسي والاجتماعي الذي تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة منذ سنوات عدة.

وفي هذا الصدد، أفاد الباحث السياسي كريم عايش بأنه “بعد العرض المثير الذي قدمه نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية، صارت جلية مرة أخرى القوة التي يتمتع بها مغاربة الفضاء الأزرق ككتلة توعوية ونقدية ثقيلة، فالهجوم الحاد على من أسماهم النائب المؤثرين والشخصيات الافتراضية أبان ليس فقط عن ضعف المنظومة الحزبية المنخورة بالريع والفساد والانتهازية، ولكن أيضا عن مدى الهوة التي صارت تتسع بين السياسيين المغاربة والمواطنين”.

لذلك، قال الباحث في العلوم السياسية إنه “مع تقدم المغرب التكنولوجي صارت المعلومة متاحة للجميع، وتحول الإعلام من الورقي والمؤسساتي الثقيل في معالجة الخبر إلى الإعلام الرقمي الذي يبث المستجدات في كل آن وحين، ليتبين أن الفضاء الأزرق صار شارعا رقميا يناقش ويعرض كل القضايا”، وزاد: “هنا نستحضر المقاطعة، وإعلانات اختفاء القاصرين، وفضائح المجالس المنتخبة، وإشاعة أخبار الأنشطة والندوات”.

وأضاف عايش، أنه “في وقت تعمد الأحزاب إلى تجييش الشباب للدفاع والانتقاد وتلميع الصور، ينبري البعض إلى نعت آخرين بالشعبوية والفوضى، متناسين دور ‘فيسبوك’ و’تويتر’ في إشعال ربيع 2011، الذي كان له الفضل في نقل هؤلاء من جحور المقرات إلى تحت أضواء البرلمان والمؤسسات”.

وأوضح المتحدث عينه: “يتبين لنا أفول نجم الأحزاب السياسية، وضرورة أن تعقد اجتماعات استثنائية لإعادة صياغة أرضيتها الفكرية والسياسية، وتقديم قيادييها للمحاسبة، وإعادة تجديد دمائها، حتى تعود لأرض الواقع السياسي، وتحمل تطلعات وآمال المغاربة، وتقطع مع الانتهازية والريع، وتتصالح معهم”.

وأكد عايش أنه “آن للأحزاب أن تدرك جرائمها ضد المغاربة، وما قامت به تحت قبة البرلمان؛ من تشويه الديمقراطية والتمثيلية البرلمانية، وتعيد وضع نفسها على السكة الصحيحة، إذ لا يعقل أن يكون ممثل الناخبين في واد غير واد ناخبيه، ولا يمكن أن يدافع نائب برلماني عن أفكار لا توجد سوى في عقله”، مشيرا إلى “النخبوية التي صار يعيش فيها هؤلاء على حساب دافعي الضرائب”.

المصدر: هسبريس

إغلاق