أرسل إعلان شركة “أكوا باور” السعودية توقف عمل محطة “نور 3” الشمسية بورزازات، بسبب تسرب في خزان الأملاح المنصهرة، مستقبل ورش الانتقال الطاقي بالمغرب ليستقر تحت “مجهر التساؤلات” من جديد.
وتعيش مشاريع الطاقة الشمسية في ميدلت وورزازات على وقع “فراغ إداري”، بعد فتح السلطات المغربية تحقيقا مع مصطفى بكوري، الرئيس السابق لوكالة “مازن”، منع من خلاله من مغادرة التراب الوطني، فيما يبرز خلاف عميق يتعلق بالتكنولوجيا.
وبحسب وكالة رويترز فإن “النزاع حول التكنولوجيا التي سيتم اعتمادها في محطة الطاقة الشمسية بورزازات هو السبب الأول في التأخير الحاصل في هذا المشروع”.
تشير رويترز إلى أن مخططات المغرب للتحول الطاقي متأخرة في مجال الطاقة الشمسية، رغم الطموح الكبير، إذ تم تركيب حوالي 830 ميغاوات فقط مقارنة مع 2000 التي تم التخطيط لها.
ومازال المغرب من أكبر المعتمدين على الفحم عبر العالم في إنتاجه للطاقة، فيما تتصاعد وارداته من هاته المادة، لتصل إلى 9,5 ملايين طن في حدود سنة 2017، بحسب آخر الأرقام الرسمية لسنة 2013.
ومع توقف محطة “نور 3” الشمسية حتى شهر نونبر يطرح خبراء إشكالية استمرار المغرب في الاعتماد على الطاقة الشمسية الحرارية، رغم المخاطر التي تحوم حولها، خاصة في مسألة التخزين.
عواقب الطاقة الشمسية الحرارية
يقول أمين بنونة، خبير طاقي، إن “هذا الحادث يطرح حقا تساؤلات عمن أقنع المملكة المغربية بنهج طريق الطاقة الشمسية الحرارية، التي تكلف الرباط الكثير من الخسائر المادية”.
ويضيف بنونة ضمن تصريح لهسبريس أن “المسؤولين عن هاته المشاريع يجب أن يتخلوا عن خيار المولدات الحرارية للتحكم في استمرار استقبال الحرارة الشمسية وتخزين فائضها”، موضحا أنه “يجب على المشرفين أن يتعلموا كيف يجعلون المولدات الحرارية تعوض نقص ضوء الشمس أو الرياح”.
وأورد الخبير الطاقي أن “خيار التخزين الذي يراه المسؤولون سهلا هو في الحقيقة مكلف للغاية”، لافتا إلى أن “العطب الذي أصاب نور 3 سببه خيار التخزين”.
ويؤكد المتحدث ذاته أن “هذا العطل لا يمكن أن يؤثر على الإستراتيجية الطاقية التي أطلقها العاهل المغربي، ومن المستحيل أن تتأثر بهاته المشاكل، التي يجب حلها مستقبلا”.
وتحتوي محطة “نور 3” على برج لتجميع الأشعة الشمسية المنعكسة على الألواح، وستقوم بإنتاج حوالي 30 في المائة من الطاقة الإجمالية للمركب الشمسي بورزازات، “لكنها تشكل فقط نسبة لا تتعدى 1 بالمائة من الإنتاج الشامل للطاقة بالمغرب، وهو ما يجب أن نلمس منه غياب تأثير واضح لهذا التوقف المعلن”، يردف بنونة.
وتابع الخبير ذاته: “هذا ليس المشكل الأول الذي حصل في مركب نور، إذ حدث خلل أوائل 2022، وحينها نبهنا إلى ذلك بانفعال كبير”، مضيفا أن “نقاش التكنولوجيا في المركب لا يحوم حول البرج، الذي لن يتم تكرار بنائه، بل حول الأنابيب التي تجمع الطاقة المأخوذة من الألواح وتستخدم زيوتا من الفحم”.
وشدد المتحدث على أن “البرج في محطة نور 3 هو الوحيد، ولن يتم بناء آخر، وحتى لو توقف عن العمل فلن يؤثر ذلك على الاختيارات المطروحة التي تسير في اتجاه مواجهة التكلفة المرتفعة”، بحسبه.
تكثيف المراقبة
من جانبه سجل عبد العالي الطاهري الإدريسي، خبير في الطاقة المتجددة والتغيرات المناخية، أن طاقة نور 3 التي تبلغ 150 ميغاوات يتوقع أن تتوقف حتى نونبر في واحد من أكبر مجمعات إنتاج الطاقة النظيفة بالعالم.
ويضيف الإدريسي أن “هذا التوقف سيكون مرحليا، وظرفيا، خاصة أن هنالك مدة محددة مسبقا في شهر نونبر ليعود الإنتاج، وهي مدة معقولة لإصلاح الخزان المتضرر”.
وشدد الخبير في مجال الطاقة المتجددة في حديثه لهسبريس على “ضرورة اتخاذ المشرفين على مركب نور الشمسي خطوات مراقبة أكثر تقدما لتجنب مثل هاته الحوادث، خاصة أنها مشاريع إستراتيجية مستقبلية”.
وبين المتحدث ذاته أن “تكثيف المراقبة مهم للغاية، ليس فقط بالنسبة لنا نحن المغاربة، بل بالنسبة للقارة السمراء، حيث تعول على الرباط في هذا الانتقال المهم لتحقيق التنمية الشمولية”.
المصدر : هسبريس