ثقافة وادب وفنونسلايد 1
إجراءات ضريبية تُجهِض حلم فنان مغربيّ في عرض أعماله الفنية
مِن هولندا، حكى الفنّان المغربيّ جواد بناني قصّة وأد حلمه بعرض أعماله الفنية في مسقط رأسه المغرب، بعدما طُلِبَ منه تأدية ضريبة بقيمة مائة في المائة عن أعماله.
وقال جواد بناني، فنان تشكيلي ونحات مغربي مقيم بهولندا، إنّ أمله بعرض لوحاته ومنحوتاته في المغرب قد اصطدم في طنجة قبل سنوات بقول مسؤول جمركيّ إنّ عليه أن يؤدّي ضريبة بقيمة مائة في المائة عنها، حتى تعبر حدود البلد.
وأضاف المتحدّث: “قال لي المسؤول، عندما قلتُ له إنّني أريد أن أدخل لوحات ومنحوتات ليشاهدها الناس الذين يريدون زيارة معارضي ولا يستطيعون القدوم إلى أوروبا: (هذا ممكن، فقط عليك أن تدفَع مائة في المائة من الضّرائب، ويمكنك أن تعرضها)، فقلت له: إذا دفعتُ هذه القيمة المالية، فما الذي سأقوم به من بعد؟ سأتجاوز الإفلاس إلى ما هو أبعد! لا داعي إذن إلى أن أعرض أصلا”.
وتابع الفنّان المغربيّ الهولنديّ بحرقة: “يوجد أناس في أوروبا يدفعون مقابل كلّ شيء، ويقدّمون لك مقابلا فوق هذا، فقط من أجل أن تعرض عندهم، وأنا أردت فقط تعريف الناس بما أقوم به، في البلد الذي وُلِدت وكبرت فيه، وحتى تُشَاهد أعمالي عائلتي وأصدقائي والمغاربة”.
واسترسل قائلا: “أردت أن أقوم بهذه المبادرة لعرض أعمالي في الدار البيضاء، لكن وجدت هذه العرقلة إلى أقصى درجة، فقُلتُ لا داعي لذلك، مع العلم أنّ هذه الجمارك المغربية، وأنا مغربيّ، وعوض أن يشجّعوا الإنسان ويرحّبوا به، يدفعونه بشكل معيب لا يجب أن يتمّ مع الفنّانين المغاربة”.
وواصل في التّصريح ذاته: “أردت أن أعود بعد أربعين سنة لأعرض في بلادي، لكن مع مثل هذا التّعامل، تندم وتقول مالي وهذا، لأعرضْ في دولة أخرى”.
وتحدّث جواد بناني عن محاولاته غير النّاجحة بعد هذه العقبة للعرض بالمغرب، مستحضرا نصيحة مَعارفه: “إذا أردت شيئا معقولا، ابتَعِد عن المغرب”، وهو ما يرفضه المتحدّث الذي تساءل مستنكرا: “كيف ذلك؟ هذه بلادي التي وُلِدت فيها، وأفتخر بها بين الأوروبيّين”، قبل أن يستدرك قائلا: “لمّا يسألني أحدهم هل تَعرِض في المغرب؟ أرد بأنّ المسافة بعيدة، في حين إنّ الأمر لا علاقة له بالمسافة”.
وأشار الفنان ذاته إلى حضور أعماله في مجموعة من دول العالَم بأوروبا، وأستراليا، وأمريكا، وغيرها، ثمّ عاد إلى العقبات التي واجهها قائلا: “أريد فقط أن تحسّ عائلتي وأصدقائي بإحساس أنّ هذا الفنّان واحد منّا، ويرفع وجوهنا في الدول الأوروبية، لكن ماهي وما لَونها للوصول إلى هذه النّقطة (…) لَم يعد لديّ أمل في الجمارك المغربيّة”.
وحَسَبَ معلومات، فإنّ إدخال الأعمال الفنية إلى المغرب يتطلّب التّوفّر على شهادة تصدير مؤقّتة، تقدّمها الوزارة الوصيّة على القطاع في بلد الإقامة، إذا كانت الأعمالُ ستُعرَض وتعود إلى بلدها، كما تُطلَب أيضا تقديرات لثمن كلّ عمل فني، حتى إذا بيع، أو إذا لَم يَعُد في حدود الأجل المحدّد، يؤدّي صاحِبه مقابلا بناء على الثمن المعلَن.
المصدر: هسبريس